خلص مسؤولون عسكريون ومخابرات إسرائيليون، إلى أنّ عددًا كبيرًا من الأسلحة التي استخدمتها "حماس" في هجمات 7 أكتوبر وفي الحرب في غزة، جاءت من مصدر غير متوقع وهو الجيش الإسرائيليّ نفسه.وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في تقرير لها، إنّ المعلومات الاستخباراتية الأخيرة أظهرت مدى قدرة الحركة على بناء الكثير من صواريخها وأسلحتها المضادة للدبابات من آلاف الذخائر التي لم تنفجر عندما أطلقتها إسرائيل على غزة، وفقا لخبراء أسلحة واستخبارات إسرائيلية وغربية. وقالت إنّ "حماس" تقوم أيضًا بتسليح مقاتليها بأسلحة مسروقة من القواعد العسكرية الإسرائيلية. وبيّنت أنّ المتفجرات العسكرية الإسرائيلية والأميركية، مكّنت "حماس" من إمطار إسرائيل بالصواريخ، وللمرة الأولى في اختراق البلدات الإسرائيلية المحاذية لغزة. وقال النائب السابق لرئيس قسم إبطال مفعول القنابل في الشرطة الوطنية الإسرائيلية ومستشار الشرطة الإسرائيلية مايكل كارداش، إنّ "الذخائر غير المنفجرة هي المصدر الرئيسيّ للمتفجرات بالنسبة لحماس".ويقول خبراء الأسلحة إنّ ما يقرب من 10% من الذخائر عادة لا تنفجر، ولكن في حالة إسرائيل، قد يكون الرقم أعلى. إنّ القنبلة الواحدة التي تزن 750 رطلًا والتي لا تنفجر، يمكن أن تتحوّل إلى مئات الصواريخ في يد "حماس"، فيما كان المسؤولون الإسرائيليون يعلمون قبل هجمات أكتوبر أنّ الحركة قادرة على إنقاذ بعض الأسلحة الإسرائيلية الصنع. وأشار تقرير عسكريّ إسرائيليّ صدر في أوائل عام 2023، إلى أنّ الآلاف من الذخائر قد سُرقت من قواعد سيّئة الحراسة. وقال التقرير: "نحن نزود أعداءنا بأسلحتنا الخاصة". عواقب واضحة أظهرت هجمات 7 أكتوبر الترسانة "المرقّعة" التي قامت "حماس" بجمعها وتضمّنت طائرات بدون طيار هجومية إيرانية الصنع وقاذفات صواريخ كورية شمالية الصنع، وهي أنواع الأسلحة التي من المعروف أنّ "حماس" تقوم بتهريبها إلى غزة عبر الأنفاق. لكنّ الأسلحة الأخرى، مثل المتفجرات المضادة للدبابات، والرؤوس الحربية "آر بي جي"، والقنابل الحرارية والعبوات الناسفة، تم إعادة توظيفها كأسلحة إسرائيلية، وفقًا لمقاطع فيديو "حماس" والمخلفات التي كشفت عنها إسرائيل. وتتطلب الصواريخ والقذائف كميات هائلة من الموادّ المتفجرة، والتي يقول المسؤولون إنها أصعب مادة من حيث تهريبها إلى غزة.وكانت "حماس" تعتمد سابقًا على موادّ مثل الأسمدة والسكر البودرة، والتي لا تتمتع بقوة المتفجرات العسكرية، لبناء الصواريخ. ومنذ عام 2007، فرضت إسرائيل حصارًا صارمًا، وقيدت استيراد البضائع، بما في ذلك الإلكترونيات ومعدات الكمبيوتر، التي يمكن استخدامها لصنع الأسلحة. وقد أجبر هذا الحصار والحملة على أنفاق التهريب المؤدية إلى غزة وخارجها. تصنيع ذاتي أصبحت قدرات "حماس" التصنيعية حاليًا متطورة بما يكفي لنشر الرؤوس الحربية للقنابل التي يصل وزنها إلى 2000 رطل، وجمع المتفجرات وإعادة استخدامها. وقال إيال هولاتا، الذي شغل منصب مستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ ورئيس مجلس الأمن القوميّ قبل التنحي مبكّرًا: "لديهم صناعة عسكرية في غزة. بعضها فوق الأرض، وبعضها تحت الأرض، وهم قادرون على تصنيع الكثير مما يحتاجون إليه". تباهت كتائب "القسام" الجناح العسكريّ لحركة "حماس" بقدراته التصنيعية لأعوام عدة. وبعد الحرب مع إسرائيل عام 2014، أنشأت فرقًا هندسية لجمع الذخائر غير المنفجرة مثل قذائف الهاوتزر وقنابل MK-84 الأميركية الصنع. في وقت مبكّر من الحرب الحالية، أظهر شريط فيديو لصواريخ "القسام" مسلحين يقومون بتجميع صواريخ ياسين 105 في منشأة تصنيع بدون شمس. وقال محلل سياسات الشرق الأوسط أحمد فؤاد الخطيب، إنّ "الطريقة الأكثر أهمية بالنسبة لحماس للحصول على الأسلحة هي من خلال التصنيع المحلي". وأضاف: "إنه مجرد تعديل في الكيمياء ويمكنك صنع ما تريد تقريبًا". تم اكتشاف أسلحة في غزة من الصراعات في ليبيا وإريتريا وأفغانستان قادمة من أنفاق مرتبطة بسيناء، وفقًا لتقييمات المخابرات الإسرائيلية. ووفقًا لاثنين من مسؤولي المخابرات الإسرائيلية، كان هناك ما لا يقلّ عن 12 نفقًا صغيرة لا تزال تعمل بين غزة ومصر قبل 7 أكتوبر. وقال متحدث باسم الحكومة المصرية إنّ "أسلحة عدة موجودة حاليًا داخل قطاع غزة هي نتيجة التهريب من داخل إسرائيل".(ترجمات)