على الرغم من أنّ القوات الجوية بين البلدين المتصارعين روسيا وأوكرانيا، لم تلعب دورًا أساسيًا خلال الحرب، إلا أنه مع بداية شن روسيا لهجماتها الجوية في الشرق، زادت من حدة الحرب الجوية في أوكرانيا.وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإنّ التكتيك الذي اتبعته القوات الروسية، من خلال استخدام الطائرات الحربية بالقرب من الخطوط الأمامية لإسقاط قنابل موجهة على المواقع الأوكرانية، وتمهيد الطريق أمام المشاة، حقق نجاحًا خاصًا في مدينة أفديفكا الشرقية الاستراتيجية، التي استولت عليها القوات الروسية الشهر الماضي.وعلى مدار الثلاث سنوات للحرب الروسية الأوكرانية، بقيت الأرض هي ساحتها الرئيسة، حيث غالبًا ما تخوض القوات معارك ذهابًا وإيابًا بدعم من المدفعية الثقيلة والطائرات بدون طيار، إلى أن حوّلت روسيها تكتيكاتها العسكرية من الأرض إلى الجو. وبدأ هذا يتغير في أوائل العام الماضي، عندما شرعت روسيا باستخدام القنابل الانزلاقية، وهي ذخائر موجهة يتم إسقاطها من طائرة، ويمكنها الطيران لمسافات طويلة إلى الخطوط الأمامية، ما يحدّ من المخاطر التي تتعرض لها الطائرات من الصواريخ المضادة، كما يمكن للقنابل الانزلاقية، التي تحمل مئات الكيلوغرامات من المتفجرات، أن تخترق المخابئ تحت الأرض التي تحمي الجنود في الجبهة.وكتب الجنديّ الأوكرانيّ إيغور شوغر، على وسائل التواصل الاجتماعي: هذه القنابل تدمر أيّ موقع بالكامل، جميع المباني والهياكل تتحول ببساطة إلى حفرة بعد وصول واحدة فقط..وفي أواخر ديسمبر، قال الجيش الأوكرانيّ إنه دمّر 3 طائرات من طراز سو-34 بالقرب من الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، التي تسيطر عليها روسيا في الجنوب، حيث قامت القوات الأوكرانية بتأمين مواقع صغيرة. ثم جاءت عمليات إطلاق النار في الشرق.روسيا تخسر أسطولها الجويوقال معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، يبدو أنّ القوات الروسية تتسامح مع زيادة معدل خسائر الطيران في الأسابيع الأخيرة، من أجل تنفيذ ضربات بالقنابل الجوية لدعم العمليات الهجومية الروسية المستمرة في شرق أوكرانيا.وقال المعهد الملكيّ للخدمات المتحدة في تقرير له، إنه بعد شهر واحد فقط وخسائر فادحة في طائراتها الحربية، توقفت روسيا عن تحليق طائراتها خارج الخطوط الأمامية، وتحولت بدلًا من ذلك، إلى إطلاق وابل من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية من بعيد، لكنّ التقرير قال إنّ ذلك ترك روسيا غير قادرة على الاستخدام الفعال لقوة النيران الجوية الثقيلة لقاذفاتها المقاتلة، لضرب مواقع الخطوط الأمامية الأوكرانية.أوكرانيا تستخدم أنظمة جوية أمريكية الصنعولا يزال من غير الواضح ما هي أنظمة الدفاع الجوي التي نشرتها أوكرانيا، لكن بعض مسؤولي الجيش والمحللين ألمحوا إلى استخدام أنظمة باتريوت أميركية الصنع، وهو نظام الدفاع الجويّ الأرضي الأكثر تقدمًا في أميركا.وقال الجيش الأوكراني الأسبوع الماضي، إنه أسقط 7 طائرات مقاتلة من طراز Su-34، جميعها تقريبًا تعمل في الشرق، بعد أيام قليلة من إسقاط طائرة استطلاع رادارية بعيدة المدى من طراز A-50. وكان ذلك، وفقًا لمسؤولين أوكرانيّين، جزءًا من سلسلة من الضربات الناجحة ضد القوات الجوية الروسية، التي زعمت فيها أوكرانيا أنها أسقطت 15 طائرة في أيام عدة.وحذر زميل أبحاث في المعهد الملكيّ للخدمات المتحدة في لندن جاستن برونك، من أنّ المبالغة في القتل هي سمة نظامية للحرب الجوية، مضيفًا أنّ أوكرانيا قامت بالتأكيد بعدد متزايد من الاشتباكات من نوع الكمائن، بمساعدة أنظمة الدفاع الجوي في الأشهر الأخيرة، وحققت نجاحات ملحوظة.وقالت المخابرات العسكرية البريطانية، إنّ روسيا لديها 7 طائرات أخرى من طراز A-50، لكنها من المحتمل جدًا أن تمنع الأسطول من الطيران، لدعم عملياتها العسكرية لمنع المزيد من الخسائر، وبالتالي تقليل الوعي الظرفيّ المقدم لأطقم الطائرات.وكشفت القوات الجوية الأوكرانية أنّ نشاط الطيران الروسيّ في شرق أوكرانيا، تراجع بشكل ملحوظ بحلول مساء السبت الماضي، ووفقًا للمعهد الملكيّ للخدمات المتحدة (RUSI) أنّ خسائر أطقم الطائرات الروسية بلغت ما يقرب من 160 فردًا خلال شهر فبراير، ما وصفوه بأنه خسارة خطيرة، في حين أعلنت وكالة أنباء تاس الروسية الرسمية، أنّ مجموعة الدفاع المملوكة للدولة روستيخ، ستستأنف إنتاج الطائرة A-50 لأن القوات المسلحة الروسية بحاجة إليه(ترجمات)