اجتاز المئات الحدود من لبنان هربا من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت جنوب لبنان وشرقه، إلى سوريا التي تشهد نزاعا منذ العام 2011، كما أفاد مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس اليوم الثلاثاء. وقال المصدر الأمني الذي فضّل عدم الكشف عن هويته: "تم تقدير عدد الأشخاص الذين اجتازوا الحدود عبر معبري القصير (شرق لبنان) والدبوسية (شمال) بنحو 500 شخص بين الساعة 4 عصرا حتى منتصف ليل الاثنين".وأضاف المصدر: "السيارات استمرت بالعبور حتى ساعات الصباح الأولى الثلاثاء"، موضحا أن "الناس توجهوا نحو منازل أصدقائهم ومعارفهم في ريف حمص وداخل مدينة حمص" وفي ضواحي دمشق.وعند نقطة المصنع الحدودية في شرق لبنان الذي تعرض لقصف إسرائيلي، شاهد السائق أسامة بلال الذي يقل الركاب على طريق دمشق بيروت "اكتظاظا بعشرات السيارات التي تحمل لوحات لبنانية قادمة باتجاه دمشق". وأفاد بأن أغلبية السيارات تحمل حاجيات وأمتعة والركاب مكدسون بداخلها. ومن بين هؤلاء، أفراد من عائلة مكّي الذين نزحوا من منطقة بعلبك في شرق لبنان الذي يتوجهون نحو منازل أقارب لهم في سوريا في منطقة زين العابدين شمال دمشق. استهدافات بالجملةويقول فراس مكي (39 سنة): "لم تبق بلدة في بعلبك إلا وتم استهدافها، لم يبق حجر على حجر". ويضيف الرجل وقد بدت على صوته علامات الإعياء والتعب، "لقد بقي معظم الرجال هناك في بعلبك، وذهبنا بالنساء والأطفال لأن لهم الأولوية والأطفال يشعرون بالخوف والذعر". وتابع فراس الذي كان يقطن في الضاحية الجنوبية لبيروت خلال حرب تموز عام 2006 ونزح من هناك: "كل ما شاهدناه خلال حرب تموز في كفة.. وما شاهدناه يوم أمس فقط في كفة أخرى". وأسفرت الغارات الاسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه عن مقتل أكثر من 550 شخصا كما أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض اليوم الثلاثاء. واستمرّت الغارات ليلا والثلاثاء على أهداف لـ"حزب الله" في لبنان بعد قصف واسع النطاق الاثنين. ويقدّر عدد اللبنانيين الذين نزحوا إلى سوريا خلال حرب 2006 بين إسرائيل و"حزب الله" التي استمرت 33 يوما، بـ250 ألفا، وفق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. ومن بين هؤلاء، غادر نحو 70 ألفا إلى بلد ثالث، بينما بقي 180 ألفا مع عائلات مضيفة أو مراكز إيواء عامة. (أ ف ب)