وسط غياب الإنسانية الكاملة بفعل الحرب الإسرائيلية على غزة لليوم الـ85 على التوالي، تعطلت الخدمات الصحية للأمهات الحوامل، واللواتي أنجبن، والأطفال حديثي الولادة، بفعل القصف الشديد الذي ألحق أضراراً بالغة في المرافق الصحية وأوقفها عن العمل، فيما ارتفعت حالات الإجهاض الناجم عن التوتر، والولادات المبكرة، وتعالت التحذيرات من مغبة الآثار النفسية الناجمة عن الحرب ومالها من عواقب تتعلق بالصحة الإنجابية.بدورها حذرت الأمم المتحدة من الأوضاع المريرة، التي تتعرض لها النساء، حيث يقوم الأطباء في المستشفيات والتي تعاني أصلاً من ويلات الحرب، بتوليد النساء من دون تخدير أو بتخدير بسيط، وأحياناً على ضوء الهواتف المحمولة، فيما تتعمق معاناة النساء اللواتي ينجبن في الحرب، مع غياب ملاذ آمن من القصف والقدرة على الحصول على الغذاء والماء، شأنهن شأن بقية المدنيين في غزة الذين يرزحون تحت القصف المتواصل. ومع استمرار الغارات والقصف، والحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر، يتعرض آلاف الأطفال الغزيين، لخطر المجاعة، في ظل الأزمة الغذائية الفادحة في المواد الغذائية والأطعمة، وانقطاع مياه الشرب، في وقت حذر فيه برنامج الأغذية العالمية من أن أطفال غزة يواجهون احتمالاً مباشرا للموت جوعاً، بعد أن أصبحت إمدادات الغذاء والمياه معدومة عملياً.180 امرأة غزية نازحة تلد يومياًتشكو النازحة من بيت حانون إلى دير البلح إيمان المصري 29 عاماً، لمنصة "المشهد"، والتي أنجبت 4 توائم في خضم الحرب الإسرائيلية على غزة، قساوة ومشقة الحال الذي تعيشه وبقية أطفالها داخل صف مدرسي غربي مدينة دير البلح، وتشعر بالقلق الشديد حيال مولودها الذي ظل في قسم الحضانة بمستشفى مخيم النصيرات ولم تستطع زيارته حتى الآن بفعل خطورة الطريق، لكن التوائم الثلاثة ظلوا معها حيث لجأت والعائلة. وتضيف "نعاني أنا وزوجي نقصا شديدا في توفير المستلزمات الأساسية للأطفال مثل الحليب، والحفاضات، والملابس الشتوية في ظل هذا البرد، فنحن نجد هذه الضروريات بصعوبة بالغة، حتى أن أجساد التوائم نحيفة جداً وأشعر بقلق كبير عليهم، لأنني أواجه نقصا في التغذية أيضاً، وهذا النقص حال دون مقدرتي على الرضاعة الطبيعية لأطفالي، كل شيء من حولنا مفقود، الماء، الطعام، حتى الملابس، والسوق فارغ بفعل الحرب".وسط ظروف مرعبة وغير آمنة وغير إنسانية، تشير التقديرات، بأن قرابة 180 نازحة فلسطينية في مراكز الإيواء تضع مواليدها يومياً، حيث وصل عدد النساء الحوامل في هذه المراكز إلى 50 ألف، يعانين من ظروف صعبة وتتفاقم شيئاً فشيئاً مع استمرار ضراوة الحرب الدائرة بلا هوادة. ويعلق أخصائي الولادة والأطفال بمستشفى ناصر خان يونس د.أسعد نواجعة لمنصة "المشهد" قائلا: "النساء الغزيات الحوامل يواجهن حالات إجهاض وولادات مبكرة، في ظل الظروف الصعبة التي تفرضها الحرب وحالة الهلع، وتعاني تلك النساء من نقص الأسرة بالمستشفيات، وقلة الأطباء، وانعدام الرعاية الطبية الجيدة، بفعل الحرب الإسرائيلية على غزة وتدميرها القطاع الصحي بأكمله"، ولفت إلى أن المستشفيات في غزة خرجت معظمها عن الخدمة ولم يعد بمقدورها توفير المتطلبات الطبية بشكل كامل للحوامل قبل وبعد الولادة.أطفال غزة يتضورون جوعاًويواجه الأطفال الغزيين واقعاً أليماً وصعباً، بسبب النقص الحاد في الغذاء والشراب، وبحسب الأهالي، فإن الأطفال لا يتناولون في أفضل الأحوال أكثر من وجبة واحدة طوال اليوم، تتضمن عادة حواضر من البيت بالنسبة إلى من لا تزال عائلاتهم صامدة في المنازل، في حين يعتبر الوضع صعباً للغاية بصورة متزايدة، لأولئك الذين نزحوا إلى خارج ديارهم، وفقدوا كل ممتلكاتهم. ويقول الخبير في حقوق الإنسان شعوان جبارين لـ"المشهد": تداعيات الحرب الإسرائيلية المتواصلة، جعلت 80% من أطفال غزة يعانون الجوع، أي الفقر الغذائي الحاد، ويأتي ذلك بفعل الحرب الإسرائيلية وما تبعها من مستويات صحية وإنسانية وغذائية مفجعة ومقلقلة، هؤلاء الأطفال يتعرضون اليوم لمخاطر المجاعة، وتفشي الأمراض والأوبئة، والبرد القارس، بل ويعانون من ظروف صحية وإنسانية معدومة، وهذا حال خطير ونحذر من مغبته".ويتابع جبارين قائلاً: "على غرار النساء والرجال يواجه 900 ألف طفل في غزة من النازحين في مراكز الإيواء واللجواء، خطر المجاعة والتجفاف وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية وفقر الدم، خصوصاً أن إسرائيل لم تسمح إلا لنحو 2% من الإمدادات الغذائية والمساعدات الضرورية بدخول القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، وذلك رغم استمرار دعوات منظمات حقوق الإنسان للسماح بدخول مساعدات إلى القطاع من دون قيود وشروط". (المشهد)