كشفت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل الضربة الصاروخية التي شنتها جماعة "الحوثي" اليمنية على وسط إسرائيل، والتي تسببت في حالة غضب كبيرة بسبب فشل الدفاعات الإسرائيلية في التصدي لها.وتسبب إطلاق الصاروخ الباليستيّ (أرض أرض) من اليمن في إثارة الذعر في عموم المدن الوسطى، وخروج مئات الآلاف إلى الشوارع، للمرة الأولى منذ أشهر.وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم اعتراض الصاروخ في الجو بواسطة نظام "السهم"، وبعد ذلك تم إطلاق صواريخ اعتراضية إضافية من القبة الحديدية لاعتراض بعض شظاياه، وتسببت في أصوات انفجارات عالية وسط البلاد.غضب في إسرائيلوأدى الهجوم الصاروخيّ الذي أطلقته جماعة "الحوثي" في دخول أكثر من مليونَي إسرائيليّ إلى المخابئ، ما أثار حالة من الغضب في تل أبيب.وكانت صفارات الإنذار قد دوت في بعض مناطق إسرائيل في ليترون وروش هعين وموديعين شرق ريشون لتسيون وبات يام.لم يكن صاروخ الحوثي (أرض-أرض) الذي أطلق هذا الصباح على وسط البلاد، مفاجأة لنظام الاستخبارات الإسرائيلي، فـ"الـحوثيون" أنفسهم يعرضونه في العروض العسكرية في اليمن، وهو ليس تطورًا أصليًا من جانبهم، بحسب صحف إسرائيلية.ولا يملك "الحوثيون" صناعة الصواريخ الباليستية الخاصة بهم، وجميع إمداداتهم تأتي من إيران. وما يُعرف في اليمن باسم "طوفان"، هو في الواقع صاروخ "غدار" الإيراني، وهو في حدّ ذاته تطوير لصاروخ "شهاب 3".وقال القياديّ في حزب "إسرائيل بيتنا"، عوديد فورير، عبر حسابه على منصة "إكس": "هذا الصباح صاروخ واحد يجبر سكان وسط البلاد بالكامل على الدخول للملاجئ، هذا وما زالت مناطق الشمال تحت سيطرة "حزب الله" الذي يحدد معدل إطلاق الصواريخ، ومقاتلونا ما زالوا يخاطرون بأنفسهم في قطاع غزة، رغم هذا رئيس الوزراء لديه الوقت ليخصص اليوم بشكل أساسيّ للترويج لقانون لإعفاء عشرات الآلاف من الحريديين من الخدمة العسكرية".وانتقدت صحف إسرائيلية تعامل الدفاعات الجوية مع الصواريخ اليمنية، وقالت إنّ الأسئلة التي سيتعين على الجيش الإسرائيليّ والحكومة التعامل معها الآن، هي:أولًا وقبل كل شيء الصورة الاستخبارية، وما إذا كان الجيش على علم بنية إطلاق النار من اليمن على إسرائيل أم لا.ثانيا هو لماذا تم اعتراض الصاروخ في وسط البلاد وليس أبعد جنوبًا فوق البحر الأحمر أو في النقب.وأشارت الصحف إلى أنّ الهجوم الإسرائيليّ على ميناء الحديدة لم يؤدِّ إلى وقف عمليات "الحوثيّين"، ولكنه جعلهم يفكرون في مهاجمة إسرائيل مرة أخرى. "سنفاجئ إسرائيل"ويبعد اليمن عن إسرائيل نحو 2000 كيلومتر ويبلغ مدى صواريخ "كروز" نحو 2000-1900 متر، ومن المحتمل أنه ليصل الصاروخ إلى وجهته في إسرائيل، تم تخفيض وزن الرأس الحربيّ له، ما جعله أقل فتكًا بكثير.ومنذ الهجوم على ميناء الحديدة، لم تتوقف محاولات "الحوثيّين" لمهاجمة إسرائيل، كما أعلنوا عن نيتهم الانتقام، وقال وزير الدفاع اليمنيّ في جماعة "الحوثيّين"، الليلة الماضية: "نحذر إسرائيل من أنّ الأيام المقبلة ستحمل معهم مفاجآت لا يتوقعونها".ويختلف إطلاق الصاروخ الباليستي إلى حدّ كبير عن إطلاق المسيّرات "الحوثية" التي ضربت تل أبيب، وتسببت في مقتل شخص قبل نحو شهرين، وهو ما لا يستطيع الصاروخ الباليستيّ فعله.وزعم المتحدث باسم "الحوثيّين"، نصار الدين عامر، أنّ "20 صاروخًا اعتراضيًا إسرائيليًا فشلت في إسقاط الصاروخ اليمنيّ ووصل إلى وسط إسرائيل، كما في السابق حينما وصلت الطائرة المسيّرة إلى عمق إسرائيل بدون مقاومة".وذكرت وسائل إعلام موالية لـ"حزب الله" عن مصادرها، أنّ إعلانًا عسكريًا لـ"الحوثيّين" سيتضمن تفاصيل جديدة وهدف الهجوم". وقالت المصادر أيضًا إنّ إسرائيل وكل من يعيش هناك، يجب أن يتوقعوا الأسوأ "طالما استمر العدوان على غزة والضفة الغربية العربية".تفاصيل الصاروخ اليمنيويبلغ مدى الصاروخ اليمنيّ نحو 2000 كيلومتر، وهو ما يكفي لتغطية المسافة من اليمن إلى إسرائيل، ويتم سحب الصاروخ من موقع تخزينه بواسطة شاحنة إلى موقع الإطلاق، حيث يتم تحديد وجهة الصاروخ مسبّقًا، وليس لديه القدرة على تغيير مساره أو تصحيحه أثناء الطيران. وعلى عكس "شهاب"، فإنّ الاستعدادات الميدانية لإطلاقه، وخصوصًا تزويد المرحلة الأولى بالوقود السائل، تستمر نحو 30 دقيقة فقط بدلًا من ساعات عدة.ويتم إطلاق الصاروخ بشكل عمودي، ليدخل في مسار على شكل قوس أو نصف دائرة، ثم يخرج من الغلاف الجوي ومحرّكه لا يزال يعمل ويسرّعه للأمام.تم إطلاق الصاروخ من شمال اليمن، ولم يستغرق سوى 12-15 دقيقة للوصول إلى وسط البلاد. يقدر وزنه قبل الإطلاق بنحو 15-17 طنًا، لكنّ الرأس الحربيّ نفسه يزن نحو 650 كغم، وهي شحنة متفجرة كبيرة يمكن، إلى جانب سرعة التأثير، أن تسبب أضرارًا قتالية للمباني المدنية، فضلًا عن المباني العسكرية. (ترجمات)