مظاهر استقبال الأسيرات والأسرى الذين خرجوا في اليوم الثاني للهدنة، وضمن صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة "حماس" برعاية قطرية مصرية ودعم أميركي، تحوّلت بشكل تلقائي إلى حدث جماهيري في مدن القدس ورام الله، رغم منع المخابرات الإسرائيلية وقواتها لأي شكل من أشكال الاستقبال أو الاحتفال، وحتى توزيع الحلويات على المهنئين صادرها من منازل ذوي الأسرى بالقدس.والد الأسيرة المحررة إسراء الجعابيصفمشهد الإفراج عن 39 منهم 6 أسيرات والبقية من الأطفال، يوحي بمشاعر البهجة في نفوس الفلسطينيين، رغم الجرح الغائر في قلوبهم، لما آلت إليه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من خسائر ودمار في الأرواح والممتلكات.وتبدو صورة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية والذين اقترب عددهم الإجمالي إلى 9 آلاف، هو ما يحلم به الفلسطيني في سياق الصراع مع إسرائيل، "وهو الحرية" كما يؤكد ذلك والد الأسيرة المحررة إسراء الجعابيص من مدينة القدس لمنصة المشهد.ويقول: "لن نتنازل عن قيمة الحرية التي تحرمنا منها إسرائيل في تفاصيلنا اليومية، فرحتنا منقوصة مع الحرب التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة، ولن يكون هناك أي مظاهر فرح، وهذا أقل واجب وتضامن مع غزة". ويضيف والد الأسيرة المحررة قائلًا "ابنتي إسراء عانت من ظلم كبير لحق بها من قبل إسرائيل، حرمت من عائلتها، ومن حياتها وعملها، والحروق في 60% من جسدها، ونحن كعائلتها نتحضر لعلاجها وتخفيف الألم عنها بكل الطرق".قيود على الأسرى المفرج عنهممن حهته، تحدث رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس لمنصة "المشهد" عن الشروط التي وضعتها إسرائيل على الأسرى وذويهم، ويقول "في حقيقة الأمر، إسرائيل وضعت شروطًا على الأسرى والأسيرات الذين أفرج وسيفرج عنهم ضمن هذه الصفقة، وتتمثل بمنع ظهورهم في الإعلام، وكذلك تقديم أي تصريحات لوسائل الإعلام، وعدم تجمهر الأهالي والأقارب عند منازلهم، كذلك إسرائيل منعت توزيع الحلويات والاحتفالات بجميع أشكالها، وأقرّت بتوقيع المحررّة كفالة في حالة كسر الشروط بدفع مبلغ يصل إلى 18 ألف دولار أميركي".ويتابع فارس الذي يشرف على قوائم الإفراج عن أسرى الصفقة بأنه "أمام هذه الأهمية الشعبية والزخم لمثل هذا الأمر، فلقد حدث العكس تمامًا، حيث قامت العديد من الأسيرات والأسرى المحرّرين من الحديث لوسائل الإعلام والتعبير عن فرحتهم بخروجهم من السجون الإسرائيلية، هذه الصفقة من الممكن أن تكون فاتحة لنهاية الحرب على غزة، والمجتمع الدولي يدفع نحو ذلك، لكن الممارسات الإسرائيلية بعكس ذلك". شروق دوياتوقالت الأسيرة المقدسية المحرّرة شروق دويات لمنصة "المشهد" وهي الأكثر محكومية من بين الأسيرات الفلسطينيات، حيث اعتقلتها القوات الإسرائيلية وهي جريحة بعد أن أطلق عليها مستوطن 3 رصاصات أثناء مواجهات قرب المسجد الأقصى، "تم اعتقالي في عام 2015 وكنت جريحة وبحاجة للعلاج لكن السلطات الإسرائيلية رفضت علاجي، حتى حُرمت من مسكن الأوجاع، كنت أواجه حكمًا بالسجن لمدة 16 عامًا، واليوم أنا حرة بين أهلي وناسي، هذا إحساس لا يمكنني أن أصفه بالكلمات، وربما سأحتاج لأشهر لكي أستعيد نفسي وأحقق أحلامي بالتعليم والعمل".وأعربت دويات عن فرحتها العارمة بتحرّرها، متمنية أن تتوقف الحرب في غزة. ميسون الجباليوشملت الصفقة تحرّر أقدم أسيرة في السجون الإسرائيلية ميسون الجبالي من مدينة بيت لحم، والتي اعتقلتها القوات الإسرائيلية في العام 2015 وحكت عليها بالسجن لمدة 15 عامًا، والتي قالت لمنصة "المشهد":لقد تعرضت الأسيرات الفلسطينيات كافة في السجون الإسرائيلية بعد هجوم 7 أكتوبر إلى العزل الانفرادي بالزنازين، والضرب المبرح، وتم قمعنا بالغاز ورشنا بالغازات الحارقة والمؤذية.وردّد السجانون مرارًا وتكرارًا بأنّ لديهم الضوء الأخضر لفعل أي شيء فينا، ناهيك عن الشح في الطعام والمستلزمات التي نحتاجها كإناث يوميًّا، تم قطع كل ما نحتاجه من أغراض.فرحتنا منقوصة جدًا؛ لأنه تركنا خلفنا الصديقات والأخوات بقية الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية.وتطمح الجبالي بإكمال حلمها في التعليم الجامعي، فهي حاصلة على شهادة بكالوريوس في الخدمة الاجتماعية داخل السجن.(المشهد)