تتواصل الاحتجاجات المناهضة للحكومة السورية في محافظة السويداء جنوب سوريا منذ 20 يوما، ورفع المحتجون شعارات تطالب بضرورة تطبيق القرار الدولي 2254 القاضي بتحقيق انتقال سياسي في البلاد. ومنذ بدء الحرب الأهلية في سورية عام 2011 بقيت السويداء التي تضم معظم الطائفة الدرزية في سوريا تحت سيطرة الحكومة طوال فترة الحرب، ولم تشهد العنف الذي عمّ أماكن أخرى، إلا أنها نظمت في أوقات متفرقة مظاهرات ضد ممارسات حكومة دمشق، وطالبت برحيل الرئيس السوري بشار الأسد في بعضها. ومع تصاعد الاحتجاجات في السويداء، وإعلان المتظاهرين الأسبوع الماضي إغلاق مقرات حزب البعث الحاكم وعدد من المؤسسات التابعة للحكومة، أخلت قوات الجيش السوري ثكنات وحواجز عسكرية شرق وجنوب المحافظة.تشكيل هيئة سياسيةمصادر في المعارضة السورية أفادت بأنه بدء من الثلاثاء تم العمل على تشكيل هيئة سياسية مدنية في السويداء، مشيرة إلى أن الهيئة السياسية ستنبثق عن مؤتمر سياسي سيعقد في السويداء خلال الأيام القادمة، وستقدم الهيئة إلى المجتمع الدولي رؤيتها السياسية حول مستقبل سوريا ومشاركتها في العمل السياسي من أجل إعادة بناء الدولة.وفي هذا الإطار يقول الكاتب والصحفي والناشط السياسي أيمن الشوفي لقناة المشهد إنه "قبل تشكيل الهيئة السياسية سيكون هناك استعداد لعقد مؤتمر للقوى السياسية المدنية السورية في السويداء". وعن الأعضاء الذين سيحضرون المؤتمر يؤكد الشوفي أن الدعوات ستكون موجهة إلى شخصيات سياسية، ومهمة المؤتمر انتخاب هيئة سياسية للإشراف على أمور المحافظة إداريا من الناحية السياسية، وسيكون هناك لجان خدمية وأخرى اقتصادية للإشراف وإدارة شؤون المحافظة. ومنذ بدء التظاهرات في السويداء التزمت الحكومة السورية الصمت حيالها ولم تبادر إلى قمعها، ولجأت إلى بعض رجال الدين لمحاولة تهدئة المظاهرات، وخفض حدة مطالبهم الغاضبة فيما يبدو فتح باب للتفاوض، وهو ما أكده الشوفي للمشهد وقال: "ردود فعل الحكومة السورية ليست واضحة، وحتى الآن مارست سياسة الصمت عن كل ما يحدث باستثناء محاولات سابقة للتفاوض وتخفيف وطأة الانفجار الحاصل". وعن تواجد جهة خارجية ترعى الهيئة وتدعمها خاصة أن المصادر أشارت إلى أن الهيئة ستبلور رؤيتها وتقدمها للمجتمع الدولي، نفى الشوفي أن تكون هناك جهات خارجية ترعى مبادرة تشكيل الهيئة، مشيرا إلى أنها مكونة من مجموعة من التيارات السياسية منها تجمع "بدنا وطن" وحزب اللواء السوري، والجبهة الوطنية الديمقراطية، وحزب الاتحاد الاشتراكي، ومجلس سوريا الديمقراطي.امتداد التظاهراتفي المقابل يؤكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن صوت التظاهرات في السويداء لم يخفت وهو مستمر والشعارات مستمرة. وأشار عبد الرحمن في حديثه مع قناة المشهد إلى عمليات اعتقال طالت المتظاهرين الذين خرجوا في بعض المحافظات بما فيها الموجودة في الساحل السوري.واندلعت مظاهرات السويداء في أغسطس الماضي مترافقة مع رفع الحكومة الدعم عن الوقود، وانعكس ذلك على ارتفاع الأسعار، وزيادة الأعباء الاقتصادية والمعيشية على السوريين الذين يعانون من تردي أحوالهم منذ سنوات. ويعيش أغلب السوريين تحت خط الفقر، كما يعاني أكثر من 12 مليوناً من انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.(المشهد)