يسعى "حزب الله" جاهدًا يوم الجمعة للتعافي من أسبوع من الضربات التي وجهتها له إسرائيل، بما في ذلك سلسلة غير عادية من الغارات الجوية الثقيلة عبر جنوب لبنان والهجمات التي تسببت في انفجار الأجهزة الإلكترونية التي يحملها الآلاف من أعضاء الجماعة المسلحة في وقت واحد تقريبًا في جميع أنحاء البلاد.وذكر أشخاص مطلعون على الأمر لصحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ الحركة تبحث بين عناصرها عن وجود عملاء وجواسيس، وتحقق في ثغرات نظامها الأمني.وقال أحد المسؤولين إنّ الجماعة تكافح لإعادة تجميع صفوفها وسط مخاوف بشأن مدى تعرض البنية الأساسية للاتصالات التابعة لها للخطر من قبل الإسرائيليين.كان الهجوم على أجهزة النداء واللاسلكي بمثابة ضربة محرجة لـ"حزب الله" ومثالاً واضحاً على القدرات المتفوقة التي تتمتع بها إسرائيل في مجال الاستخبارات والمراقبة. ومن عجيب المفارقات أن نقطة الضعف التي استغلتها الهجمات كانت قرار المجموعة بالتحول إلى أجهزة ذات تكنولوجيا منخفضة نسبياً في محاولة لتجنب مخاطر المراقبة التي تفرضها الهواتف الذكية.ضربة قوية وقد أمر كبار المسؤولين في الحزب بإجراء تحقيق في الهجوم. وتشير النتائج الأولية إلى اختراق لسلسلة التوريد حيث قامت إسرائيل بإدخال متفجرات في أجهزة وزعها "حزب الله" على أعضائه. وقال أشخاص مطلعون على العملية إن إسرائيل وضعت متفجرات في بطاريات الأجهزة. ثم اخترقت إسرائيل مركز شبكة الاتصال الخاصة بالجماعة لإرسال رسالة في وقت واحد إلى آلاف المستخدمين أدت إلى الانفجارات، حسبما قال مسؤول أمني لبناني كبير. ومن بين التحديات التي يواجهها الحزب حاليا عملية استعادة الاتصالات بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بالأجهزة والاختراق الواضح لشبكات المجموعة. وقال شخص مطلع على الأمر إن من بين العملاء المستهدفين رئيس وحدة الإشارات في "حزب الله"، التي تدير أنظمة الاتصالات الخاصة بالحزب. وأكد مسؤولون أن الحزب ينظر في احتمال أن يكون المتعاونون داخل المجموعة قد سربوا معلومات حول شراء أجهزة الاتصال التي تستخدمها المجموعة وما إذا كانت ملفات من المنظمة قد تم تسليمها إلى إسرائيل. ويرى فواز جرجس، الخبير في شؤون الشرق الأوسط وأستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد: "ما فعلته إسرائيل هو أنها وجهت ضربة نفسية وتكتيكية قوية للغاية لحزب الله، وهي ضربة مدمرة. كيف يشعر أفراد القاعدة الآن؟ إنهم يشعرون بالصدمة والصدمة. إنهم غير متوازنين". (ترجمات)