وجهت فيتنام انتقادات حادة للصين، بعد أن أبحرت سفينة مسح تابعة للحكومة الصينية، إلى المياه الواقعة ضمن الحدود البحرية الفيتنامية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفيتنامية، فام ثو هانغ، خلال مؤتمر صحفي: "فيتنام تشعر بقلق بالغ، وتعارض بشدة، وتطلب من الصين أن توقف على الفور أنشطة المسح غير القانونية للسفينة هاييانج 26 في المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري لفيتنام". ويمنح القانون البحري الدول المطالبة بالحق في الموارد داخل مناطقها الاقتصادية الخالصة، والتي تمتد لمسافة 200 ميل بحري [230 ميلاً] من الساحل. وتطالب الصين بالولاية القضائية على معظم بحر الصين الجنوبي من خلال خريطتها ذات الخطوط المتقطعة، بما في ذلك المناطق الاقتصادية الخاصة بفيتنام والفلبين والعديد من الدول المجاورة الأخرى. وانحازت محكمة تحكيم دولية في عام 2016 إلى حد كبير إلى جانب الفلبين ورفضت ادعاءات الصين. فيما تصر بكين على أن القرار باطل، مؤكدة حقوقها التاريخية في المنطقة. وقال فام "لقد اتصل الجانب الفيتنامي عدة مرات بالجانب الصيني بشأن هذا الحادث". وطالبت بكين بعدم تكرار "أنشطة غير قانونية مماثلة" والالتزام باتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.لهجة أكثر صرامة تجاه الصينمن جانبه، قال محلل الأمن البحري المقيم في فيتنام، دوان دانغ، لمجلة "نيوزويك"، إن سفينة الأبحاث الحكومية الصينية "هاييانج 26" المجهزة بإلكترونيات لجمع البيانات تحت الماء، تبحر عادة دون تشغيل نظام التعرف الآلي (AIS) الخاص بها. وأضاف: "نظرًا لأن السفينة كانت في حالة "ظلام"، كان من الصعب تتبعها باستخدام أدوات مفتوحة المصدر، وبالتالي لم يتم تأكيد تحركاتها داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة الفيتنامية قبل تصريحات فام". وقال دانغ إن تصريح فام بأن فيتنام طرحت القضية مع بكين عدة مرات يشير إلى أن سفينة المسح كانت تعمل في المنطقة لفترة طويلة "وهذا يشير إلى أن فيتنام تنظر إلى الوضع بقلق بالغ".وأشار المحللون إلى أن التوبيخ العلني النادر الذي وجهته فيتنام للصين جاء وسط تعديل وزاري في القيادة الفيتنامية.بدوره قال الأستاذ في مركز آسيا والمحيط الهادئ للدراسات الأمنية التابع لوزارة الدفاع، أليكس فوفينج، إنّ وزارة الخارجية أصدرت هذا البيان في نفس اليوم الذي تولى فيه الفريق لونج تام كوانج رئاسة وزارة الأمن العام القوية. وأشار كل من فوفينج ودانغ إلى أن الشكوى قد تكون علامة على أن القيادة القادمة ستتخذ لهجة أكثر صرامة تجاه الصين. وفي مارس، قالت بكين إنها ستضيف خط أساس جديد في خليج "تونكين"، مما يوسع المطالبات القضائية للصين لمسافة تزيد عن 20 ميلاً في المياه الدولية. وأدانت فيتنام هذه الخطوة الأحادية الجانب، قائلة إنها "تحتفظ بجميع الحقوق والمصالح القانونية بموجب القانون الدولي". واختبرت بكين هانوي لسنوات من خلال نشر سفن المسح والتنقيب عن الغاز تحت حراسة خفر السواحل في المياه المتنازع عليها، وأحيانًا لمدة أسابيع في المرة الواحدة. وأدى ذلك إلى مواجهات متوترة في عام 2019 بعد أن بقيت إحدى هذه السفن لمدة شهر تقريبًا بالقرب من بنك فانجارد الذي تطالب به فيتنام في أرخبيل جزر"سبراتلي" الغني بالنفط والغاز. ووقعت مواجهة أخرى في عام 2014 بعد أن جلبت شركة الصين الوطنية للنفط البحري المملوكة للدولة منصة نفطية إلى المياه قبالة جزر "باراسيل" المتنازع عليها، والتي سيطرت عليها الصين بحكم الأمر الواقع في عام 1974 بعد معركة مع فيتنام الجنوبية آنذاك. (ترجمات)