جميع من يستعد للخروج من مخيم الهول يتعهدون بفتح صفحات جديدة وطيّ صفحات الماضي، التي طالما أرعبت المجتمع ودمرت حياتهم، فهل هذه الوعود حقيقية، أم إن هذه المجموعات ستنطلق خارج مخيم الهول، وتشكل خطرًا آخر على المجتمع؟239 شخصًا ضمن 66 عائلة غادروا مخيم الهول المخصص لعوائل تنظيم داعش شمال شرق سوريا، فيما بقي اكثر من 43000 آخرين من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة ينتظرون دورهم في الخروج.قلق من المجهولداخل مخيم الهول شعور القلق والرعب ما زال يسيطر على أبو محمد وغيره ممن يرغبون الإفصاح عن ندمهم ورغبتهم في ترك ماضيهم، والبدء بحياة جديدة، حيث لا يعلمون بعد ماذا ينتظرهم خارج أسوار هذا المخيم، في ظل رفض مجتمعاتهم لهم بعد تورطهم وانخراطهم مع تنظيم داعش خالد الشاب الصغير ذو الـ16عامًا قد ضاق ذرعًا بهذه الحياة داخل مخيم الهول، وقد أمضى طفولة معذبة في هذا المكان.يقول خالد إنّ عقله لم يعد يستوعب من يقتلهم ومن يقتحم خيمهم، ويضيف:لم نعد نعلم من سيقتلنا، نريد الخروج ولم يعد لنا شأن مع أحد، يعني لم يعد لنا أيّ عمل مع أحد. نرغب بالخروج والذهاب إلى أهلنا، ونريد العودة إلى حياتنا، لم يعد لنا عمل، نريد إغلاق الصفحة القديمة وفتح صفحة جيدة. أخرجونا ولتبقى عيونكم علينا، فقط نريد رؤية أهالينا.أما هند، فتقول في حديث لـ"المشهد" إنها لن تعود إلى حياة المخيم مجددًا، وإنها ستعيش حياة أفضل خارج معتقل الهول، وتضيف:"سأنسف الماضي نسفًا".أمانك الوحيد هو أهلك ومنطقتك، مسقط رأسك.الإدارة الذاتية تتعهّدوقامت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بالإشراف على إخراج هذه العوائل ومتابعة أوضاعهم بعد خروجهم، لضمان عدم عودتهم إلى صفوف التنظيم.أحد المسؤولين في الإدارة الذاتية والعضو في الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل، أوضح لـ"المشهد" أنّ: الإدارة الذاتية في عام 2018 قررت ضمن اجتماع العشائر في عين عيسى، إفراغ هذا المخيم الذي يشغل العالم. نحن دائمًا نسعى إلى إيجاد آلية لهؤلاء الأشخاص لتأهيلهم من جديد وإدماجهم مع أهاليهم في المنطقة.وعقد المجلس التنفيذيّ في الإدارة الذاتية، بالإضافة للهيئات المعنية لقاءً ضمّ شيوخًا ووجهاء وكفلاء، وأقارب العوائل، عقب التواصل معهم لإيضاح ما تتطلبه عودة آمنة لهم ضمن مجتمعهم. وأنهى المجلس التنفيذيّ تجهيز مراكز استقبال الدفعة الأولى من العوائل، والتي خرجت الأربعاء من أصل 54 رحلة مقررة لإخراجهم.وتبقى هذه المحاولات من الإداراة الذاتية لشمال شرق سوريا لإفراغ جزء من مخيم الهول وتأمين عودة آمنة للعوائل السورية التي انخرطت مع تنظيم داعش، مع الإبقاء على عوائل التنظيم الأجانب في انتظار تحرك دوليّ لإعادتهم إلى دولهم.(المشهد)