أعلن البيت الأبيض الجمعة "نجاح" الضربات الانتقاميّة التي شنّتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا ضدّ مقاتلين موالين لإيران. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان: ردّنا بدأ اليوم وسيستمرّ في الأوقات والأماكن التي نختارها. الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع في الشرق الأوسط أو في أيّ مكان آخر في العالم. فليعلم كلّ من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا إذا ألحقتم الضرر بأميركيّ فسنردّ.من جهتها أعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان أنها شنت غارات جوية في العراق وسوريا ضد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وجماعات الميليشيات التابعة له، وأضافت: ضربت القوات العسكرية الأميركية أكثر من 85 هدفا، بواسطة العديد من الطائرات التي تضم قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة. استخدمت الغارات الجوية أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه. شملت المنشآت المقصوفة مراكز عمليات القيادة والسيطرة ومراكز الاستخبارات والصواريخ والقذائف ومخازن الطائرات المسيرة، والمرافق اللوجستية وسلسلة توريد الذخيرة لمجموعات الميليشيات من الحرس الثوري الإيراني الذين سهلوا الهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف. بدوره قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافة: الضربات استمرّت نحو 30 دقيقة. وزارة الدفاع الأميركيّة لا تزال تُقيّم الأضرار الناجمة من الضربات التي أصابت عشرات الأهداف في 7 مواقع منفصلة. المقاتلات الأميركيّة المُشاركة في هذه العمليّة التي استهدفت في المجموع 85 هدفا في 7 مواقع مختلفة (3 في العراق و4 في سوريا) قد أطلقت أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه في نحو 30 دقيقة. غادرت المُقاتلات الآن المناطق المُستهدفة. لا نريد أن نرى هجوما آخَر على مواقع أو جنود أميركيّين في المنطقة.ضربات انتقامية وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضربات الجوية أدت إلى مقتل 18 شخصا وتدمير 26 موقعا على الأقل في دير الزور.وشنت طائرات اعتبرت "مجهولة" في البداية ضربات جوية على مواقع في الميادين بريف دير الزور شرق سوريا، أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.وفي التفاصيل، استهدفت الطائرات مواقع في الحيدرية والشبلي ببادية الميادين، ثم عاودت قصف تلك المواقع وموقع آخر قرب قاعدة عين علي في الميادين.وبعدها شُنت جولة أخرى من الضربات الجوية استهدفت مزار عين علي ببادية الميادين، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى.وأفادت تقارير إعلامية أميركية بأن الجيش الأميركي شنّ ضربات جوية على أهداف في سوريا في بداية ردّ "انتقامي" على مقتل 3 من جنوده في هجوم على قاعدة في الأردن.ونقلت "فوكس نيوز" عن مسؤول في وزارة الدفاع لم تسمّه، قوله إن الضربات شنّت انطلاقا من منصّات عدة.هجمات متكررةوتعرّضت القوّات الأميركيّة وقوّات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 165 هجوما منذ منتصف أكتوبر، تبنّت الكثير منها "المقاومة الإسلاميّة في العراق"، وهي تحالف فصائل مسلّحة مدعومة من إيران يُعارض الدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب بغزّة ووجود القوّات الأميركيّة في المنطقة. وكانت واشنطن توعّدت بشن ضربات انتقاميّة، ردا على هجوم بمسيّرة على قاعدة في الأردن قرب الحدود السوريّة أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيّين الأحد الماضي. لكنّ كيربي أكّد أنّه لا توجد صلة بين الوقت المختار لتنفيذ هذه الضربات الانتقاميّة والذي اعتمد من بين أمور أخرى على الأحوال الجوّية، وبين المراسم التي أقيمت الجمعة لمناسبة إعادة جثامين هؤلاء الجنود الثلاثة بحضور الرئيس جو بايدن. وشدّد كيربي على أنّ الولايات المتحدة أبلغت الحكومة العراقيّة قبل تنفيذ الضربات الانتقاميّة الجمعة ضدّ أهداف مرتبطة بإيران، في حين ندّدت بغداد بالغارات الجوّية باعتبارها "انتهاكا" لسيادتها. في المقابل، أكّد كيربي أنّه لم تكُن هناك أيّ "اتّصالات"، ولا حتى غير رسميّة أو غير مباشرة، مع إيران منذ الهجوم الأحد الماضي. وأعلن البيت الأبيض أنّ الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع إيران، بعد الضربات على الأهداف المرتبطة بطهران في العراق وسوريا، وقال كيربي للصحافة "نحن لا نسعى إلى حرب مع إيران". (وكالات)