شددت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس على أن الولايات المتحدة "مستعدة لطي صفحة" دونالد ترامب، وذلك في أول مقابلة تجريها بصفتها مرشحة الديمقراطيين لخوض السباق إلى البيت الأبيض، وقد دافعت فيها عن أفكارها بشأن الطاقة والهجرة وإسرائيل."ترامب قسّم أمتنا"وفي هذه المقابلة التي أجرتها معها شبكة "سي إن إن" على هامش جولة انتخابية في جورجيا، الولاية الرئيسة جنوبي البلاد، اتهمت هاريس الرئيس الجمهوري السابق بأنه "قسّم أمتنا".وقالت "للأسف في العقد الماضي كان لدينا.. شخص كان يدفع حقا بأجندة وبيئة تدور حول التقليل من شخصيتنا وقوتنا، نحن الأميركيين، وتقسيم أمتنا. وأعتقد أن الناس مستعدون لطي هذه الصفحة".ورأت المرشحة الديمقراطية أنه "سيكون أمرا جيدا للشعب الأميركي إذا كان هناك وزير جمهوري في (إدارتها)" إذا فازت في الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر. وفي ما يتعلق بالهجرة، أحد المواضيع المفضلة لدى ترامب، قالت الديمقراطية البالغة 59 عاما، إنه يجب أن تكون هناك "عواقب" على الأشخاص الذين يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. وأكدت نائبة الرئيس أن "قيمها لم تتغير". وأصرّت على أنها "لطالما آمنت بأن التغير المناخي حقيقة واقعة، وأنه مشكلة ملحة" وأن على الولايات المتحدة أن تحقق "الأهداف" في ما يتعلق بانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.لا تغيير في سياسة تسليح إسرائيلوفي قضية أخرى حساسة سياسيا كررت هاريس الخميس دعمها حق إسرائيل "في الدفاع عن نفسها" وأجابت بـ"لا" عن سؤال عما إذا كانت ستعلق تسليم الأسلحة الأميركية للدولة العبرية في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية الأميركية.وتطرقت هاريس إلى هجوم "حماس" على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر ونددت بالعنف، كما تطرقت إلى الحرب التي تشنها إسرائيل ردا على ذلك في قطاع غزة، قائلةً إن "الكثير من الفلسطينيين الأبرياء قد قتلوا".ودعت هاريس إلى "وقف لإطلاق النار"، لكنها رفضت في الوقت نفسه "تغيير سياسة التسليح". "مخادعة"يتهم الجمهوريون نائبة الرئيس بأنها متقلبة في أفكارها. وقال ترامب عبر شبكته الاجتماعية تروث سوشال "أتطلع بشدة لمناظرة +الرفيقة+ كامالا وإظهار كم هي مخادعة. لقد غيّرت هاريس موقفها في كل موضوع". وكثّف الملياردير البالغ 78 عاما هجماته الشخصية على هاريس منذ أن بدأ حملته الانتخابية، بعد انسحاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن من السباق الرئاسي في 21 يوليو.واتهم ترامب خصوصا هاريس بأنها "أصبحت سوداء" لأسباب انتخابية. وعندما سُئلت هاريس، المولودة لأب جامايكي وأم هندية، عن هذا الأمر، رفضت الخوض في تفاصيل، قائلةً إنها "القصة القديمة نفسها"، مضيفة "السؤال التالي من فضلكم". وأجرت هاريس هذه المقابلة قبل عشرة أسابيع من الاستحقاق المقرر في الخامس من نوفمبر المقبل.وسبق لهاريس التي ستواجه ترامب في انتخابات نوفمبر، أن أجرت حوارات مقتضبة جدا مع صحفيين منذ إعلان ترشيحها بدلا من بايدن الذي خرج من السباق عقب أدائه الكارثي خلال مناظرة جرت بينه وبين ترامب في نهاية يونيو.لكن هاريس لم تكن مستعدة لإجراء مقابلة رسمية، وبالتالي كانت قد أصبحت تحت ضغوط متزايدة لإجراء مقابلة فعلية مع إحدى وسائل الإعلام الأميركية الكبرى.وقالت "سي إن إن" إنّ المذيعة دانا باش التي شاركت في استضافة المناظرة بين ترامب وبايدن، ستجري هذه المقابلة مع هاريس.درع بشريةوسيكون المرشّح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا، حاضرا أيضا خلال المقابلة. وعلّق جايسن ميلر، أحد المستشارين المقربين من منافسها الجمهوري، ساخرا بالقول إن هاريس تستخدم تيم والز "درعا بشرية".من جهته، قال إيان سامز أحد الناطقين باسم المرشحة الديمقراطية على منصة إكس إن "إجراء مقابلة مع المرشّحَين (لمنصب الرئيس ونائب الرئيس) في الصيف هو أمر تقليدي في الحملات الانتخابية منذ عشرين عاما" ذاكرا على سبيل المثال المقابلات الثنائية التي أجراها باراك أوباما وجو بايدن، وبايدن وهاريس.أما من جهة ترامب، فقد أتيح له الكثير من الفرص للإجابة عن أسئلة طرحها صحفيون أو محاورون آخرون خلال مقابلات أو جلسات كان آخرها تلك التي أجراها مع رئيس شركة إكس إيلون ماسك المتعاطف مع المرشّح الجمهوري.وفي 13 أغسطس، أجرى ترامب جلسة مع مؤيده ماسك خيّمت عليها أجواء مريحة وودّية.كما عقد الملياردير مؤتمرين صحفيين في الشهر نفسه ألقى خلالهما خطابات طويلة وأجاب عن أسئلة كانت في معظمها متساهلة.إدارة عملية التواصلوكل ذلك لا يمنع المعسكر الجمهوري من الإضاءة على التناقض في هذا السياق مع هاريس التي حرصت منذ بداية حملتها على إدارة عملية التواصل بقدر الإمكان، من دون التحدث إلى وسائل الإعلام التقليدية.وفي 8 أغسطس، أعلنت هاريس أنها تريد إجراء مقابلة مقررة بحلول نهاية الشهر، وبذلك تكون قد وفت بوعدها. لكن لهاريس ذكرى مريرة لمقابلة أجرتها في يونيو 2021 على قناة "إن بي سي" وكانت مخصصة لموضوع الهجرة الحساس. وبدت غير مستعدة وغير واثقة من نفسها، خصوصا عندما انتقدها الصحفي المضيف على إحدى إجاباتها.ويمنح معظم استطلاعات الرأي الديمقراطية أفضلية طفيفة على ترامب، لكن المنافسة بينهما ما زالت شرسة، خصوصا في بعض الولايات التي قد تكون حاسمة.وستلي المقابلة التي تجريها هاريس مع "سي إن إن" مناظرة مع ترامب مقررة في 10 سبتمبر على شبكة "إيه بي سي". (أ ف ب)