قال الرئيس الأميركيّ جو بايدن الاثنين، إنه يأمل في الإعلان عن وقف لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" بقطاع غزة، بحلول الاثنين المقبل، وذلك في الوقت الذي يقترب فيه طرفا الحرب على ما يبدو، من اتفاق خلال مفاوضات في قطر، تهدف أيضًا إلى إبرام صفقة للإفراج عن الأسرى.ويشير حضور الجانبين لمحادثات غير مباشرة، يُجري خلالها الوسطاء اجتماعات منفصلة مع الطرفين، رغم وجودهما في المدينة نفسها، إلى أنّ المفاوضات استغرقت وقتًا أطول من المرات السابقة، بعدما رفضت إسرائيل في بداية هذا الشهر عرضًا مقابلًا من "حماس" بهدنة مدتها 4 أشهر ونصف الشهر.وقال بايدن للصحفيّين خلال زيارة لنيويورك: آمل أن يبدأ وقف إطلاق النار خلال أيام بحلول بداية أو نهاية عطلة الأسبوع. أخبرني مستشار الأمن القوميّ أننا اقتربنا، نحن قريبون، لم ننتهِ بعد، وآمل أن نتوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول الاثنين المقبل.جهود حثيثة وقال مسؤول أميركيّ إنّ المفاوضين الأميركيّين يبذلون جهودًا حثيثة للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال مقابل إطلاق سراح الأسرى بحلول شهر رمضان في العاشر من مارس، مضيفًا أنّ كبار المسؤولين الأميركيّين كانوا يعملون على هذه القضية الأسبوع الماضي.وقال المسؤول إنّ التفاؤل زاد على ما يبدو بعد الاجتماعات بين الإسرائيليّين والقطريّين.وتواصل إسرائيل و"حماس" في العلن، اتخاذ مواقف متباينة إزاء الأهداف النهائية للهدنة، بينما يحمّل كل منهما الآخر مسؤولية عرقلة المحادثات.وبعد لقائه بأمير قطر، قال رئيس المكتب السياسيّ لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إنّ الحركة استجابت لجهود الوسطاء بهدف إنهاء الحرب، لكنه اتهم إسرائيل بالمماطلة، بينما يواجه سكان غزة الموت تحت الحصار، مضيفًا أنّ الحركة لن تسمح لإسرائيل باستخدام المفاوضات الجارية غطاءً لأعمالها.وقال رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو، إنّ إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق، وإنّ الأمر في يد "حماس" التي عليها التخلّي عن المطالب التي وصفها بأنها "من كوكب آخر".القضاء على "حماس"وقال خلال مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية، "من الواضح أننا نريد هذا الاتفاق إذا كان بإمكاننا التوصل إليه، الأمر يعتمد على (حماس)، إنه قرارهم الآن حقًا، عليهم أن ينزلوا إلى (أرض) الواقع".وقال مصدر لرويترز في وقت سابق الاثنين، إنّ وفد العمل الإسرائيلي، المكوّن من مسؤولين في الجيش وجهاز المخابرات (الموساد)، مكلف بإنشاء مركز عمليات لدعم المفاوضات، وأضاف أنّ مهمته ستتضمن إجراء التدقيق المتعلّق بالفلسطينيّين الذين ترغب "حماس" في الإفراج عنهم في إطار اتفاق إطلاق سراح الأسرى. وتواصل إسرائيل التأكيد علنًا على أنها لن تُنهي الحرب قبل القضاء على "حماس"، في حين تقول الحركة إنها لن تطلق سراح الأسرى من دون التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب. وتتعرض إسرائيل لضغوط من حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة للموافقة على هدنة قريبًا، لتفادي هجوم هددت به إسرائيل على رفح آخر مدينة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، والتي يعيش بها أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. هجوم رفح وشدد نتانياهو على أنّ الهجوم على رفح ما زال مخططًا له، وأنّ إسرائيل لديها خطة لإجلاء المدنيّين لحمايتهم من الضرر. وردًا على سؤال عما إن كانت إسرائيل ستهاجم المدينة، حتى لو طلبت منها واشنطن عدم القيام بذلك، قال نتانياهو: "حسنًا، سندخل، نحن بوضوح نتخذ قراراتنا بأنفسنا، لكننا سندخل على أساس فكرة إخلائها من المدنيّين أيضًا".وفي تطور يمكن أن يكون له تأثير على المفاوضات الطويلة لإنهاء الصراع، استقال الاثنين محمد اشتيّة رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية، التي تمارس سيطرة مدنية محدودة على مناطق من الضفة الغربية.وقال اشتيّة الاثنين، إنه قدّم استقالته للسماح بتشكيل توافق واسع في الآراء بين الفلسطينيّين، في ما يتعلق بالترتيبات السياسية بعد حرب غزة.(رويترز)