عاد التوتر للتصاعد من جديد حول جزيرة تايوان، بعد زيارة لقاء الرئيسة التايوانية تساي إينغ وين رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي في رحلة عودتها من جولة في أميركا اللاتينيةفي أبريل 2023، حيث باشرت الصين مناورة عسكرية ضخمة بالذخيرة الحيّة قرب تايوان من خلال تدريب يشمل "تطويقا كاملا" للجزيرة، على غرار ما حدث في عام 2022 مع تزايد الخلافات بين بكين وواشنطن على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب حينها نانسي بيلوسي إلى تايبيه. فيما يلي أهم المحطات في العلاقات بين الصين وتايوان منذ انفصالهما الفعلي في 1949. 1949:أعلن ماو تسي تونغ قيام جمهورية الصين الشعبية في بكين في الأول من أكتوبر. في 7 من ديسمبر، شكل حزب كومينتانغ "الحزب القومي الصيني" بقيادة تشانغ كاي شيك (1887-1975) حكومة في جزيرة تايوان "فورموزا سابقا" وحظر أي اتصال مع الصين الشيوعية. في ديسمبر جرت محاولة أولى للجيش الشعبي الصيني للسيطرة على جزيرتي كيموي وماتسو الصغيرتين اللتين تعودان إلى تايوان.1950: أصبحت تايوان حليفة لواشنطن في الحرب ضد الصين في شبه الجزيرة الكورية. ونشرت واشنطن أسطولا في مضيق تايوان لحماية حليفتها الجديدة من هجوم محتمل.1971:في 25 أكتوبر 1971، منح مقعد الصين في الأمم المتحدة الذي كانت تشغله تايوان، لبكين.1979:في مارس 1979 أقامت واشنطن علاقات دبلوماسية مع بكين. ومنذ ذلك الحين تلتزم الولايات المتحدة على غرار المجتمع الدولي برمته بسياسة الصين الواحدة معترفة ببكين وحدها كحكومة شرعية، لكن ذلك لم يمنعها من إقامة علاقات وثيقة اقتصادية وعسكرية مع تايبيه.1987:سُمح للتايوانيين بالتوجه إلى الصين القارية ما أدى إلى لم شمل عائلات، وفتح الطريق للمبادلات التجارية.1991:ألغت تايبيه من جانب واحد كل الإجراءات التي تفرضها حالة الحرب مع الصين.يونيو 1995:علقت بكين مفاوضات لتطبيع العلاقات احتجاجا على زيارة الرئيس التايواني لي تنغ هوي إلى الولايات المتحدة.1996:أجرت الصين تجربة إطلاق صواريخ قرب السواحل التايوانية قبيل أول انتخابات رئاسية تايوانية بالاقتراع العام المباشر.2000:خسر حزب كومينتانغ السلطة في تايوان للمرة الأولى. وتحسنت الروابط التجارية بين الجانبين خلال السنوات التالية.14 مارس 2005:اعتمدت بكين قانونا يسمح باللجوء إلى القوة في حال أعلنت تايوان استقلالها. في الشهر التالي، عقد لقاء تاريخي في بكين بين ليان تشان زعيم حزب كومينتانغ الحاكم في تايوان والرئيس هو جينتاو زعيم الحزب الشيوعي الصيني، في سابقة منذ 1949.يونيو 2008:استأنفت بكين وتايبيه حوارهما الذي علق في 1995 بعد فوز مرشح كومينتانغ ما يينغ جيو بناء على برنامج يقضي بالتقارب مع الصين في الانتخابات الرئاسية.نوفمبر 2008: وقعت الصين وتايوان سلسلة اتفاقات اقتصادية لتنظيم رحلات جوية ولتشجيع السياحة.يونيو 2010:وقع اتفاق إطار للتعاون الاقتصادي بين بكين وتايوان.فبراير 2014:أطلقت بكين وتايبيه حوارا بين الحكومتين للمرة الأولى منذ 1949.2016:فازت تساي إينغ وين من الحزب الديموقراطي التقدمي المؤيد تقليديا للاستقلال، في الانتخابات الرئاسية التايوانية التي عقدت في يناير 2016.يونيو 2016:أوقفت الصين الاتصالات مع تايوان بعد امتناع الحكومة الجديدة عن الاعتراف بسياسة "الصين الواحدة".ديسمبر 2016:قطع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عقودا من السياسة الدبلوماسية الأميركية من خلال التحدث مباشرة مع تساي عبر الهاتف.يناير 2019:الرئيس الصيني شي جين بينغ قال إن توحيد الصين وتايوان أمر "لا مفر منه".2021:قامت الطائرات الحربية الصينية بمئات الطلعات في منطقة الدفاع الذاتي التايوانية.أكتوبر 2021:قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا هاجمتها الصين، في تصريحات تراجع البيت البيض عن جزء منها.أغسطس 2022:وصلت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان خلال جولة في آسيا بعد أيام من التكهنات والتحذيرات الصارمة من بكين بشأن "عواقب" غير محددة، خصوصا أنها أعلى مسؤول أميركي يزور الجزيرة منذ 25 عاما. الصين تعهدت بالرد وبدأت أكبر مناورات عسكرية على الإطلاق في المنطقة حيث طوقت تايوان وأجرت مناورات حربية استمرت حوالي أسبوع، شملت التدريبات نشر مقاتلات وسفن حربية وإطلاق صواريخ بالستية. ردت تايبيه بمناورات أيضا بينما أرسلت الولايات المتحدة سفنا حربية عبر مضيق تايوان وأعلنت عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة للجزيرة. فرضت الصين عقوبات على بيلوسي لكن زيارتها شجعت وفودا أميركية أخرى وأوروبية على التوجه إلى تايوان.أبريل 2023:توقفت الرئيسة التايوانية مرتين في الولايات المتحدة في طريقها إلى أميركا اللاتينية وعودتها منها، والتقت رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي في رحلة العودة في كاليفورنيا في 5 أبريل. حذرت بكين من الاجتماع وأصدرت إدانات وشددت على أن تايوان جزء من أراضيها وأن "سيادة الصين وسلامة أراضيها لا يمكن المساس بهما أبدا". في 8 أبريل، أطلقت بكين مناورات عسكرية لمدة 3 أيام تشمل تدريبا على "تطويق" تايوان. وفي 10 أبريل، أعلنت الصين أن طائرات تابعة لها "تحمل ذخيرة حيّة" شاركت في المناورات التي شملت محاكاة لفرض "حصار جوي" على تايوان.فيما أعلنت واشنطن ابحار مدمرة أميركية في مياه بحر الصين الجنوبي الذي تطالب بكين بالسيادة عليها، ما أثار تنديدا صينيا. يوليو 2024:وزارة الدفاع التايوانية أكّدت أنّها تراقب "موجات" من التجارب الصاروخية التي تجرى في منطقة منغوليا الداخلية في أقصى شمال الصين، وإن قوات الدفاع الجوي لديها في حالة تأهب.مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب قال لمجلة "بلومبرغ بيزنس ويك" إن تايوان ينبغي أن تدفع مقابلا للدفاع عنها لأنها لا تقدم للولايات المتحدة أيّ شيء.(أ ف ب)