بعد تهديد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله قبرص من مغبّة فتح مطاراتها وقواعدها أمام إسرائيل لشنّ هجوم على لبنان، أكدت الحكومة القبرصية، أنه لن يتم منح أي دولة الإذن بإجراء عملية عسكرية عبر أراضيها. وأضافت أن علاقات جمهورية قبرص مع لبنان ممتازة، وكل المفاوضات بينهما ستتم على المستوى الدبلوماسي، مبرزة أنها لن تشارك في أي صراع حربي، ولم ولن تدعم أي عمل عدواني أو هجوم ضد أي دولة في العالم.وأشارت الحكومة القبرصية أيضا أنها تتمتع بمصداقية كبيرة، وتدعو دائما للسلام والاستقرار، وتربطها علاقات ممتازة مع كل دول المنطقة.تهديد "حزب الله" لقبرصوفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي القبرصي كوستا كونستانتي لقناة "المشهد": "لا شك أن قبرص جهة محايدة، ولديها علاقات صداقة مع جميع الدول المجاورة، وهي مستعدة أن تكون وسيطة في الحوار بين الدول".وأضاف كونستانتي: "لدى قبرص ممر مائي من لارنكا إلى غزة لإرسال المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة وهذا ما يهمها في هذه الفترة، وقبرص لن تسمح أن تستخدم أراضيها لأهداف عسكرية، ولن تسمح أيضا بشن هجمات من أراضيها واستخدام قواعدها لتهديد أي دولة مجاورة".وأردف كونستانتي قائلا: "نحن نصر على الحوار وعلى إيصال المساعدات الإنسانية ونطلب من كل الجهات عدم استخدام أسلحتهم، وفعليا ما يدور حول قبرص يؤثر عليها بشكل مباشر، ولكن بعد تهديد نصر الله، لم يصدر من الشعب القبرصي أي ردة فعل، لأنهم على يقين أن دولتهم لن تشارك في أي عمل عسكري".العلاقات بين لبنان وقبرص ممتازةوأكد كونستانتي أن جميع الدول مسؤولة عن أمنها، وبالطبع أن قبرص ستلاحق وترصد من يكون لديه علاقات بـ"حزب الله" على أراضيها، وسيركزون الآن على اللبنانيين الذين قد تربطهم علاقه مع الحزب، ولكن هذا لن يكون له أي تأثير سلبي على اللبنانيين في قبرص، لأن قبرص تربطها علاقات ممتازة جدا مع اللبنانيين".وتابع كونستانتي قائلا: "لا أحد في قبرص سيعرقل تأشيرات دخول اللبنانيين الذين يريدون زيارة أحبائهم، ربما ستقوم الدولة بتدقيق إضافي في هذه التأشيرات، فقط لضمان عدم تحرك للمسلحين أو اللاجئين السوريين على سبيل المثال".وفي موضوع تدخل حلف الناتو في حال شن "حزب الله" حربا، قال كونستانسي: "قبرص ليست عضوا في الناتو، ولكن كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي، إن أي هجوم على قبرص هو هجوم على الاتحاد الأوروبي، ولا شك أن إجراءات ضخمة ستتخذ في وقوع أي عمل عسكري ضدها".(المشهد)