حالة من الخوف خلّفها زلزالان ضربا جنوب تركيا مساء الاثنين بعد 14 يوما من زلزال مدمر أدى إلى مقتل أكثر من 46 ألف شخص وخسائر مادية ضخمة.وما إن تنفس سكان هاتاي الصعداء حتى عادت الهزات الارتدادية القوية لتضرب المباني المتهالكة وسكانها المنهكين من جديد، لتجعل الناس في حيرة من أمر مرعب يحدث عقب "كارثة القرن" كما يصفها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. عمدة هاتاي لوتفو سافاش قال في اتصال هاتفي مع قناة NTV التركية، إن هناك مبان دُمرت نتيجة الزلزال وهناك أشخاص تحت الأنقاض.في الأثناء، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ أن الزلزال الذي شعر به سكان دول عربية أخرى كان بقوة 6.4 درجات في الساعة 20:04، وكان مركزه منطقة دفني في هاتاي.وبعد هذا الزلزال، تم تسجيل زلزال آخر بقوة 5.8 درجات في منطقة سامانداغ.وأشار نائب رئيس الجمهوري فؤاد أوكتاي إلى استمرار التحقيقات بشأن الزلزال، وقال إن التحقيقات مستمرة، محذّرا المواطنين من الابتعاد عن المباني المتضررة."الأرض ستنشق تحت قدميّ"وذكر مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي أن مركز الزلزال الأخير كان على عمق كيلومترين.وقامت الشرطة بدوريات في أنطاكيا، بينما هرعت سيارات الإسعاف إلى المنطقة التي ضربها الزلزال بالقرب من وسط المدينة.وقال شهود لرويترز إن فرق إنقاذ تركية هرعت إلى المنطقة المتضررة عقب وقوع الزلزال اليوم للتأكد من عدم وجود مصابين.وقالت منى العمر للمصدر ذاته، إنها كانت في خيمة بحديقة في وسط أنطاكيا عندما وقع الزلزال.وأضافت وهي تبكي حاملة طفلها (7 أعوام) بين ذراعيها "اعتقدت أن الأرض ستنشق تحت قدميّ".وتساءلت قائلة: "هل ستكون هناك هزة ارتدادية أخرى؟".الهزات الارتدادية طبيعيةالخبير في علم الزلازل الدكتور نجيب أبو كركي علّق على الزلزالين قائلا: "هذه هزّات ارتدادية من الطبيعي أن تحدث في المناطق المنكوبة".وعن خطورتها أكد أبو كركي في حديث لمنصة "المشهد" أن هذه الهزات تصبح خطيرة إذا تجاوزت 6 درجات، خصوصا أن المباني "مهلهلة" سابقا.وأشار الخبير إلى أن هذه الهزات الارتدادية ستستمر لأسابيع وربما لأكثر لكن قوتها ستتناقص.وعن احتمالية انتقال هذه الهزات القوية إلى دول عربية مجاورة لتركيا، لفت أبو كركي إلى أن الاحتمالية ضعيفة، وأضاف:الهزات الأرضية القوية أعتقد بأنها ستنحصر في شمال سوريا وجنوب تركيا.احتمالية هزّات قوية في الأماكن البعيدة عن المناطق المنكوبة ضعيفة جدا.تزيد هذه الاحتمالية كلما اقتربت المسافة من موقع الزلزال.الهزات القوية في الدول المجاورة تختلف عن الوضع التركي من حيث القوة. قد تشهد المناطق المجاروة هزات قوية إذا كانت هناك زلازل مستقلة مبرمجة سابقا في تلك المناطق.وأفادت تقارير صحفية بأن الهزات الأرضية الأخيرة شعر بها سكان في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين وإسرائيل ومصر.ما علاقة اقتران القمر؟ما شهدته تركيا ودول مجاورة مساء الاثنين دفعنا للتساؤل عن حال الفلك في الوقت الذي ضربت الهزات القوية، لنتأكد مرة أخرى من نظرية علاقة حركة القمر بوقوع زلازل.الخبير في علم الفلك الدكتور عماد مجاهد تحدث عن ظاهرة اقتران القمر لمنصة "المشهد"، مشيرا إلى أن القمر اليوم له أعلى جذب لسطح الأرض. ووصل القمر إلى منزلة الاقتران يوم الاثنين 20 فبراير 2023 منتقلًا من غرب الشمس إلى شرقها.وتوقع مجاهد أن تحدث هزات أرضية قوية من سابقاتها في مناطق تركية وسوريا، كما لديه توقعات بشأن هزات مرتقبة لكنه لا يمكنه تحديد موعدها.وقال الخبير الفلكي زميل الجمعية الفلكية الملكية البريطانية، أنه يعتبر أول من تنبأ بحدوث زلزال مع تحديد المكان والتاريخ والوقت وحدث فعلا في التاريخ البشري، وذلك بالاعتماد على جاذبية القمر والشمس للأرض وحركة الصفائح الجيولوجية.ويستند مجاهد في نظريته على أن القمر يجذب معظم مياه البحار والمحيطات في النصف الأرضي المواجه للقمر، وهذا يعني أن جاذبية القمر ليست سهلة.وأصبح مألوفا بالنسبة لمجاهد أن يتوقع زلزالا في مكان معين على الكرة الأرضية كلما كان القمر في طور الاكتمال أو نهاية الشهر القمري، وهو ما حدث في زلزال تركيا وسوريا قبل أسبوعين حيث كان القمر بدرا.زلازل في إسطنبولوتشير نتائج تقييم العالم الفرنسي كزافيي لوبشون للزلازل التي ضربت كهرمان مرعش جنوب تركيا، إلى أن هذه الأخيرة بلد جيولوجي "في طور التكوين"، مما يعني أن هناك الكثير من الزلازل التي يجب الاستعداد لها.وعمل عالم الجيوفيزياء الفرنسي على دراسة نشاط الزلازل والزلازل المحتملة في تركيا منذ أكثر من 20 عامًا، وأشار إلى أن تركيا دولة في منطقة زلزال. كما شارك لوبشون توقعاته حول الزلازل المحتملة في إسطنبول: "ستتأثر مناطق مختلفة في إسطنبول بالزلزال، هناك العديد من الدراسات التي قام بها أتراك في هذا السياق، لكن الشيء المهم هو أن كودات البناء تتوافق مع هذه التوقعات"."أعتقد أنه سيكون هناك زلزال واحد أعلى من 7.6 درجات في مرمرة. أعلم أن جميع زملائي لا يعتقدون ذلك. يعتقدون أنه سيكون هناك زلزالان أو 3. سنرى من سيثبت التاريخ أنه على صواب" يوضح العالم الفرنسي.وفي إشارة إلى أن توقعات تسونامي في إسطنبول لن تكون ضخمة، قال لوبشون "لن تكون كبيرة جدًا بالنسبة لمرمرة، لكن ستكون هناك أمواج تسونامي في مناطق أخرى ستسبب أضرارًا".(المشهد)