هل يعيد ترامب تجارب الأسلحة النووية إذا فاز بالانتخابات الرئاسية المقبلة؟ سؤال طرحته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بعد دعوات لأنصار الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب يحثونه على ضرورة إجراء تجارب للأسلحة النووية بعد إعادة انتخابه.هذه المقترحات التي قد تلقى دعما، يرفضها خبراء نوويون وفق التقرير، كونها خطوة قد تُلغي الوقف الاختياري للتجارب النووية الذي تلتزم به القوى النووية الكبرى منذ عقود.هل تُجري أميركا تجربة نووية؟ ومن هنا، قالت عضو حزب الجمهوري الأميركي مرح البقاعي إنها لم تسمع حتى الآن الرئيس الأسبق دونالد ترامب في جميع حملاته الانتخابية يتحدث عن الشأن النووي. وأضافت في حديثها لقناة "المشهد" أن ترامب تحدث باستمرار عن عودة أميركا قوية وهذا هو شعاره، ويعتقد أن هناك تقصير في مجال قوتها وسطوتها في العالم. يُذكر أن صحيفة "نيويورك تايمز" تحدّثت عبر أحد المسؤولين عن أن أنصار ترامب يحثونه على إعادة التجارب النووية. وأوضحت البقاعي أن آخر تجربة نووية نفّذتها الولايات المتحدة كانت عام 1992، وأنه "إذا كانت تجربة محدودة ولا تؤذي ولا تضرّ بالبيئة أو بأي شيء، ممكن أن يحدث هذا الأمر". وجهة نظر روسيا من جانبه، قال الدبلوماسي الروسي السابق السفير ألكسندر زاسبيكين في تصريحات لقناة "المشهد" إن المسألة الأساسية الكبرى هي سباق التسلّح، خصوصًا وأن جميع دول العالم أو الأقطاب الأساسية دخلت جولة طويلة في هذا المجال ضمن نتائح غير معروفة. وأكد أن روسيا ستدخل العهد الجديد بسلاح نوعي بما في ذلك التحديث للسلاح النووي. وأوضح زاسبيكين أن هناك برامج في بعض الدول تشمل جميع أنواع الأسلحة الحديثة بما في ذلك السلاح النووي، مبينا أنه بالنسبة للتجارب النووية فإن هناك صورة ضبابية. وتساءل "هل فعلا هناك محاولة لاستعادة التجارب النووية بصورة جدية أم فقط هي بالونات (اختبار)؟".وقال إن ترامب في حال فوزه، يمكن أن يتراجع في وجه الصين وروسيا، وبالتالي العودة إلى الخطوات النووية الجديدة، أو أن الحديث عن هذه التجارب هي فقط آراء من بعض الأشخاص. واتفق زاسبيكين مع فكرة أن العالم دخل في سباق تسلّح على جميع الأصعدة، مبينا أن عهداً جديدًا من التسلّح النووي بدأ. وقال إنه "مثلا من الناحية الإستراتيجية، فإن الإدارة الأميركية الحالية تعترف عمليًا أن نظام القطب الواحد على وشك الانتهاء"، وهذا ما تحدّثت عنه روسيا والصين أيضا. وأوضح زاسبيكين أن الولايات المتحدة ترى هذا الأمر من زاوية تنشيط المنافسة ما بين الأطراف. وأكد أن روسيا تريد "الإسراع في موضوع التوافق حول النظام الأمني الجديد، وأميركا يبدو أنها تريد التفاوض في موضوع سباق التسلّح.. النهج الإستراتيجي الأميركي سيبقى هكذا"، في حال فوز ترامب أو بايدن بالانتخابات الرئاسية المقبلة. هل تخشى واشنطن التجارب النووية؟ وقالت البقاعي إنّ الجميع يتذكّر أنّ ترامب سافر "إلى دولة تُعتبر مارقة وهي كوريا الشمالية من أجل أن يتحدث مع زعيمها ليوقف التسلّح والحدّ من التنافس النووي في العالم". وأكدت أن تصرّف ترامب حينذاك، لاقى انتقادًا من من قبل الديمقراطيين والمنافسين في واشنطن، معتبرة أن ترامب تصرّف بشكل جيد لأنه يريد الحدّ من النزاعات وليس فتح أبواب صراعات جديدة وخصوصًا النزاع النووي وسباق التسلّح في هذا المجال. وأضافت البقاعي أن ترامب يهتم بقوّة أميركا، وقد تحدث مؤخرًا بإحدى حملاته الانتخابية في مينيسوتا أمام جمهوره، أنه يريد أن يبني قبّة حديدية وقال إنّ إسرائيل لديها مثلها و"كيف حمتها من الصواريخ التي أطلقتها إيران.. نحن سنقوم بالشيء نفسه". وأكدت أن ترامب لا يريد إشعال أيّ نزاعات لا نووية ولا غير نووية في العالم، لكن في الوقت نفسه عندما يعود إلى البيت الأبيض سيكون أول شيء يقوم به في هذا المجال هو بحث الملف النووي الإيراني ووضعه مجددا على الطاولة.(المشهد)