انتهت قصة قافلة المساعدات، التي قام بتجميعها رجال أعمال فلسطينيون، بعد موافقة السلطات الإسرائيلية، ووعودها بتوفير الأمن، إلا أنها ما إن وصلت، وتجمّع آلاف الفلسطينيون حولها، حتى بدأ الجيش الإسرائيليّ بإطلاق الرصاص، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 فلسطيني.وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنّ إسرائيل تواصلت مع رجال أعمال فلسطينيّين، ونظّمت من خلال شراكة حديثة معهم، قافلة مساعدات إلى غزة، لكنها انتهت بطريقة كارثية وبإراقة لدماء الفلسطينيي، وفقًا لما صرح به رجال أعمال فلسطينيون ودبلوماسيون غربيون للصحيفة.وكشف دبلوماسيون إسرائيليون شريطة عدم ذكر هويتهم، أنّ مسؤولين إسرائيليّين تواصلوا مع العديد من رجال الأعمال في غزة، وطلبوا منهم المساعدة في تنظيم قوافل مساعدات خاصة إلى الشمال، بينما ستوفر إسرائيل الأمن.وقال الأطباء في مستشفيات غزة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، إنّ معظم الضحايا سقطوا نتيجة إطلاق النار، لكنّ الجيش الإسرائيليّ قال إنّ معظمهم تعرضوا للدهس أثناء تدافع الأشخاص الذين حاولوا الاستيلاء على الشحنة. وقدم شهود إسرائيليون وفلسطينيون روايات متباينة عن الحادثة، حيث قال الفلسطينيون إنه تم إطلاق النار على نطاق واسع من قبل القوات الإسرائيلية، فيما اعترفت إسرائيل أنّ قواتها فتحت النار على أفراد من الحشد الذين، كما قال الجيش، اقتربوا من القوات بطريقة عرّضتهم للخطر.وذكر شهود عيان أنّ القافلة غادرت معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة، متجهةً إلى مناطق شمال القطاع، التي لم تصلها مساعدات منذ أسابيع، ثم دخلت الشاحنات في ظلام دامس نحو الساعة 4:45 فجرًا.المجاعة تلوح في الأفقوتلوح المجاعة في الأفق، بعد أن علقت منظمات الإغاثة الدولية معظم عمليات المساعدة، مستشهدة برفض إسرائيل إعطاء الضوء الأخضر لشاحنات المساعدات لدخول غزة، وتزايد الفوضى، حيث لجأ بعض السكان إلى مداهمة مخازن الجيران الذين فروا من منازلهم، بينما قام آخرون بطحن علف الحيوانات للحصول على الدقيق. ونشرت "نيويورك تايمز"، تقريرًا شرحت من خلاله تفاصيل الحادثة، التي أدت إلى مقتل مئات الفلسطينيّين، الذين أرداوا الحصول على الطعام والدواء.وتعرضت قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة التي تحمل السلع الأساسية إلى شمال غزة للنّهب، إما على يد المدنيّين الذين يخشون المجاعة، أو على أيدي العصابات المنظمة، وسط حالة من الفوضى التي أعقبت الهجوم البرّي الإسرائيلي.وحذّرت الأمم المتحدة من أنّ أكثر من 570 ألف من سكان غزة، خصوصًا في الشمال، يواجهون مستويات كارثية من الحرمان والمجاعة، بعد ما يقرب من 5 أشهر من الحرب والحصار الإسرائيليّ شبه الكامل للقطاع، منذ هجمات 7 أكتوبر التي قادتها "حماس". وأثارت هذه الحادثة غضبًا عالميًا، وزادت الضغوط على إسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع "حماس"، من شأنه أن يسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.وأصبحت علامات اليأس أكثر وضوحًا مع مرور الوقت، حيث لجأ سكان غزة إلى تناول أوراق الشجر وعلف الحيوانات، وأفادت السلطات الصحية هذا الأسبوع، أنّ بعض الأطفال ماتوا بسبب سوء التغذية.خطة بايدن "مرفوضة"وكان الرئيس الأميركيّ جو بايدن صرّح يوم الجمعة الماضي، أنّ الولايات المتحدة ستبدأ في إسقاط إمدادات الإغاثة الإنسانية جوًا إلى غزة، بالتعاون مع الأردن، بالإضافة إلى حلفاء آخرين.ولكنّ الخطة قوبلت بانتقادات فورية من جماعات الإغاثة الدولية، التي أكدت أنها غير فاعلة، وستشتت الانتباه عن اتخاذ إجراءات أكثر أهمية، مثل دفع إسرائيل إلى رفع حصارها عن غزة.وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إغاثة مقرها نيويورك، في بيان يوم السبت الماضي، إنّ "عمليات الإنزال الجوّي لا يمكن أن تحلّ محلّ وصول المساعدات الإنسانية، إنّ الإنزال الجوّي ليس هو الحل لتخفيف هذه المعاناة، فهو يصرف الوقت والجهد عن الحلول التي أثبتت جدواها للمساعدة على نطاق واسع".(ترجمات)