لست وحدك من يعتقد أنّ هذا العام كان صعبًا للغابة، إذ أظهر استطلاع Global Advisor السنويّ الذي تُجريه شركة Ipsos حول العالم، أنّ 53% يعتقدون أنّ عام 2023 كان عامًا سيّئًا بالنسبة لهم ولعائلتهم، حسب مقال في موقع "سكاي نيوز" البريطاني. أما الأسوأ فهو اعتقاد 70% من المستطلعين آراءهم، بأنها كانت سنة سيّئة بالنسبة لبلادهم، في مؤشر إلى احتمالية ظهور خيبة أمل واسعة إزاء السياسة، وفي كثير من الأحيان، الحكومات الموجودة في السلطة. أكملت الحرب في أوكرانيا عامها الثاني، واشتعلت النيران مجددًا في المواجهة التي تبدو مستعصية على الحل بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين، إضافة إلى عشرات حركات التمرّد والحروب الإقليمية الأخرى في جميع أنحاء العالم.العام المقبل أفضل من العام الحالييعتقد 70% من المشاركين في جميع أنحاء العالم أنّ العام المقبل سيكون أفضل من العام الحالي، بزيادة قدرها 5% عن العام الماضي. وتأتي بريطانيا في المركز 26 من بين 35 دولة اختارتها مؤسسة إيبسوس، مع 64% من المتفائلين بأنّ عام 2024 سيكون عامًا أفضل، بأقلّ بقليل من إسبانيا (66%) والولايات المتحدة (65%) وأفضل من إيطاليا (59%) وألمانيا (57%) وفرنسا (46%). ولا يزال مؤشر صافي التفاؤل الاقتصاديّ لشركة إبسوس متشائمًا عند -28، لكنه يتحرك الآن في الاتجاه الإيجابي. ويعتقد 22% فقط أنّ الاقتصاد سيتحسن في العام المقبل، بزيادة بمقدار +3 عن الشهر الماضي. ويقول 50% من المشاركين إنّ الأمر سيزداد سوءًا، على الرغم من انخفاض هذه النسبة بمقدار 5. ومع ذلك، فإنّ أسواق الأسهم مرتفعة والتوقعات تشير إلى أنّ تكاليف الطاقة تتجه نحو الانخفاض. سيحظى نحو 4 مليارات شخص على مستوى العالم، بفرصة المشاركة في الانتخابات العام المقبل في أكثر من 70 دولة، نحو 40 منها تُعتبر "ديمقراطيات". ملف الهجرة في بريطانيا ستعطي انتخابات البرلمان الأوروبيّ في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبيّ مؤشرًا مهمًا على قوة المخاوف الشعبوية بشأن الهجرة. لم يقدّم رئيس الوزراء البريطانيّ بعد تعهّده بـ "إيقاف القوارب"، لكن يمكنه أن يدّعي الفضل في تقليل عدد الذين يعبرون القناة بمقدار الثلث، بدلًا من عمليات الترحيل المكلفة والمُحبطة. لسياسة رواندا ولا يزال تقدّم حزب العمال في استطلاعات الرأي قويًا، على الرغم من تراجعه خلال العام من متوسط 20% إلى 18%. وقد تأكدت قوة حزب العمال في الانتخابات المحلية والانتخابات الفرعية. ومهما كانت نتيجة الانتخابات العامة البريطانية لعام 2024، فسيكون هناك خروج كبير وتحديث للنخبة السياسية التي فقدت مصداقيتها وتسويتها. وقد أعلن أكثر من 70 نائبًا حاليًا عن نيّتهم التنحي، أكثر من 50 منهم من المحافظين.ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 100 بمجرد اقتراب موعد الانتخابات. بايدن أكبر من أن يعاد انتخابه ويبدو الخطر أكبر في الولايات المتحدة، حيث سيتمّ تسوية قضية دونالد ترامب بطريقة أو بأخرى. وهناك حاجة ملحّة لذلك. ويبدو ترامب حاليًا في طريقه لتأمين ترشيح الحزب الجمهوري، وهو مرشح بفارق ضئيل للتغلب على جو بايدن في نوفمبر. ويواجه ترامب مشاكل قانونية عميقة، ويعتقد معظم الأميركيّين أنّ بايدن أكبر (عمراً) من أن يُعاد انتخابه. ومن السابق لأوانه أن نستنتج أنّ أحدهما أو كليهما سيكونان المرشحين الرئيسيّين بعد التصويت.الحروب لم تتوقف بعد مرور اثنين وعشرين شهرًا على حرب روسيا وأوكرانيا، لم يتمكن فلاديمير بوتين بعد من غزو جارته، بعد خسارة ما يزيد على 300 ألف من قواته. وهناك مخاوف بشأن الإرهاق الذي تعانيه أوكرانيا، وعدم استعداد الحلفاء الغربيّين لدعم الدفاع عن أوكرانيا. ومن الأصعب تحديد بصيص من الأمل في توقّف إراقة الدماء المستمرة في حرب غزة بعد هجوم "حماس" في 7 أكتوبر.وبعد عقود من الإهمال من جانب المجتمع الدولي، من الواضح أنه لا الوضع الراهن قبل هجوم 7 أكتوبر، ولا السياسات التي تنتهجها حكومتا نتانياهو و"حماس" قابلة للاستمرار في المستقبل.لا أحد لديه إجابة أفضل من حلّ الدولتَين، الذي تؤيده بشكل متزايد حكومات أجنبية، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.وقد حدّد استطلاع إبسوس المخاوف العالمية الرئيسية الأخرى. كان عام 2023 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق، ويتوقع 81% أن يكون متوسط درجات الحرارة العالمية أعلى في عام 2024. وتعتقد الأغلبية أنّ الذكاء الاصطناعيّ سيكلف فقدان وظائف أكثر ممّا يخلقها. ويتوقع 59% قضاء المزيد من الوقت في المكتب والعمل بشكل أقل من المنزل.(ترجمات)