أعربت الأمم المتحدة الاثنين عن قلقها العميق من تصاعد وتيرة العنف بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان، محذرة من أن الأفعال والأقوال تدفع بالنزاع في الشرق الأوسط "إلى مستوى آخر".وقالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شمداساني لفرانس برس "نحن قلقون للغاية، قلقون للتصعيد في لبنان". وأضافت أن "التفجيرات التي طالت أجهزة الاتصال وأجهزة النداء وما أعقبها من هجمات صاروخية وتبادل لإطلاق الصواريخ من الجانبين.. تمثل تصعيدا حقيقيا". وتابعت "ما كنا نحذر منه طوال الوقت هو اتساع رقعة النزاع في المنطقة، يبدو أن أفعال وخطاب أطراف النزاع تنقل الصراع إلى مستوى آخر".إلى ذلك، حذّرت قوات اليونيفيل الأممية من "عواقب وخيمة ومدمرة" لأي تصعيد إضافي بين إسرائيل و"حزب الله".وبعد عام من تبادل القصف عبر الحدود بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، يعد القصف منذ نهاية الأسبوع الأكثر عنفا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل ومقاتلي "حماس" بقطاع غزة في 7 أكتوبر. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات الإسرائيلية على الجنوب أسفرت عن مقتل 274 شخصا الاثنين، بينما قالت وسائل الإعلام الرسمية اللبنانية إن الأفراد يتلقون رسائل تحذيرية إسرائيلية على هواتفهم تطلب منهم الابتعاد عن مواقع "حزب الله". وقالت إسرائيل إنها استهدفت أكثر من 800 موقع للحزب الاثنين في عشرات الضربات. جاء ذلك بعد مقتل ما لا يقل عن 39 شخصا وإصابة نحو 3 آلاف الأسبوع الماضي، عندما انفجرت أجهزة اتصال محمولة يستخدمها عناصر "حزب الله" في جميع أنحاء لبنان. واتهم "حزب الله" إسرائيل التي لم تعلق على الموضوع.دعوات لـ"وقف التصعيد"وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، إن تفجير أجهزة الاتصال التابعة لـ"حزب الله" ينتهك القانون الدولي وقد يرقى إلى جريمة حرب. وبدون التطرق إلى تفجير أجهزة الاتصال، أكدت شمداساني أن "ارتكاب أعمال عنف تهدف إلى بث الذعر بين المدنيين يعد جريمة حرب". وأضافت "أن الاستهداف المتزامن لآلاف الأفراد سواء كانوا مدنيين أو أعضاء في جماعات مسلحة بدون معرفة مكان وجود هؤلاء الأشخاص.. هذا أمر غير مقبول بموجب القانون الدولي". وسلطت شمداساني الضوء على الدعوات الصادرة من المجتمع الدولي "المطالبة بوقف التصعيد". وقالت "لكن بدلا من التهدئة، ما رأيناه.. هو مزيد من الخطابات مع خطط جديدة للتصعيد. هذا الوضع يجب أن ينتهي".(أ ف ب)