تعيش الضفة الغربية منذ أسابيع على وقع عملية عسكرية إسرائيلية أطلقها الجيش الإسرائيلي تحت مسمى "السور الحديدي" في محاولة لاجتثاث الفصائل الفلسطينية المسلّحة هناك وتحديدًا في مدينتي جنين وطولكرم.وباتت أخبار الضفة الغربية تتصدّر عناوين وسائل الإعلام العربية والعبرية والغربية، نظرًا لاشتداد المعارك هناك بين الجيش الإسرائيلي والمسلّحين الفلسطينيين. الضفة الغربية.. صراع يتعقّد تقع الضفة الغربية في قلب الشرق الأوسط، وتحديدًا على الجانب الغربي للمملكة الأردنية الهاشمية. تُعتبر الضفة الغربية أرضا غارقة في التاريخ القديم والثراء الثقافي والأهمية الدينية، لكنها أيضًا رمز حديث للتوترات السياسية وتطلعات الفلسطينيين لتقرير المصير. تمتد الضفة الغربية، التي تحدها إسرائيل من الغرب والأردن من الشرق، على مساحة تبلغ نحو 5640 كلم مربعًا، وهي موطن لأكثر من 3 ملايين فلسطيني وعدد متزايد من المستوطنين الإسرائيليين، ما يجعلها منطقة مكتظة بالسكان ومتنازع عليها بشدة. تتميز أراضيها بتنوع التضاريس، من الوديان الخصبة إلى التلال القاحلة، وتشمل نهر الأردن والبحر الميت، وكلاهما مهم لدورهما البيئي والاقتصادي. 3 مناطق تنقسم الضفة الغربية إلى 3 مناطق بموجب اتفاقية أوسلو لعام 1993 وهي: المنطقة أ: السيطرة الفلسطينية الكاملة (المدنية والأمنية).المنطقة ب: السيطرة المدنية الفلسطينية مع الإشراف الأمني الإسرائيلي.المنطقة ج: السيطرة الإسرائيلية الكاملة، وتغطي نحو 60% من الضفة الغربية.وأدى هذا التقسيم إلى خلق مشهد مجزأ عقّد الحكم والتنمية والحياة اليومية للسكان الفلسطينيين. تاريخ من الصراعات يتميز تاريخ الضفة الغربية بقرون من الحكم من قبل إمبراطوريات مختلفة، بما في ذلك الرومانية والبيزنطيينية والعثمانيين والبريطانيين. وبعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، ضمت الأردن الضفة الغربية، لكنها خضعت لإسرائيل بعد حرب الأيام الستة عام 1967. ومنذ ذلك الحين، كانت المنطقة نقطة محورية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتقع الضفة الغربية في قلب الصراع المستمر منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويرى الفلسطينيون الضفة الغربية كجزء أساسي من تطلعاتهم إلى دولة مستقلة، بينما ينظر الإسرائيليون إلى الأرض باعتبارها جزءًا من وطنهم التاريخي والتوراتي. وتتضمن القضايا الرئيسية في الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين: المستوطنات الإسرائيلية تم إنشاء أكثر من 140 مستوطنة وبؤرة استيطانية إسرائيلية، تضم أكثر من 500 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية. وتُعتبر هذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي على الرغم من أنّ إسرائيل تُنكر ذلك. وأدى توسع المستوطنات إلى زيادة توتر العلاقات وتعقيد جهود السلام. قيود على الحركة يواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية قيودًا على الحركة بسبب نقاط التفتيش والحواجز والتي تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية وأنشطتهم الاقتصادية. المياه والموارد يعدّ الوصول إلى الموارد الطبيعية وخصوصًا المياه، قضية خلافية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث تسيطر الدولة الإسرائيلية على جزء كبير من موارد المياه في المنطقة، ما يؤدي إلى توزيع غير متكافئ. القدس يزعم كل من الإسرائيليين والفلسطينيين أنّ القدس هي العاصمة الوحيدة لهم. وفي حين أنّ المدينة ليست بالكامل داخل الضفة الغربية، فإنّ وضعها يظل قضية خلافية للغاية.صراع ومفاوضاتويرتبط مستقبل الضفة الغربية بالحل الأوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والذي لا يزال بعيد المنال على الرغم من عقود من المفاوضات. ويؤكد القانون الدولي أنّ مفتاح حل الصراع يكمن في: تنفيذ حل الدولتين القابل للتطبيق أو إطار بديل يضمن السلام والمساواة.وقف التوسع الاستيطاني للحفاظ على إمكانية قيام دولة فلسطينية.تعزيز الفرص الاقتصادية والبنية الأساسية للفلسطينيين لتحسين نوعية حياتهم.تعزيز الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين لردم عقود من انعدام الثقة والعنف.(المشهد)