على الرغم من الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار، فإنّ القتال في السودان لن يتوقف، وقد تسبّبت المعارك بين القوات الموالية لجنرالين بارزين، في اهتزاز البلاد التي يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة، ما أدى إلى إصابة العاصمة الخرطوم بالشلل، مدفوعة بتدفق مذعور للاجئين على طول رحلة شاقة إلى حدود السودان.وتشير تقديرات التي ذكرتها صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إلى مقتل أكثر من 500 شخص وجرح أكثر من 4 آلاف، فيما تقدّر الأعداد التي تصل إلى المعابر في تشاد ومصر المجاورتين، بعشرات الآلاف. وحذرت الأمم المتحدة من أنّ 800 ألف شخص قد يفرون من السودان في ظل القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم الهدنة المعلنة ووقف الدول الأجنبية عمليات الإجلاء، ومن بين الكثيرين الذين يحاولون مغادرة البلاد لاجئون من مناطق حرب أخرى، بما في ذلك سوريا واليمن وجنوب السودان المجاور، والذين وجدوا ملاذا في وقت سابق في السودان. وقبل الاضطرابات الشهر الماضي، كان ثلث سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، أما الآن فالظروف أكثر خطورة، في جميع أنحاء المناطق في البلاد ولا سيما الخرطوم، بحسب تقرير واشنطن بوست.وتشير التقارير إلى وجود عدد لا يُحصى من السكان محاصرين في ظروف هشّة وبائسة، إضافة إلى أنّ الكثيرين من دون كهرباء ومياه وطعام، كما أصبح الحصول على الرعاية الصحية العاجلة، في العديد من الأماكن، شبه مستحيل. وفي إقليم دارفور الغربي، تمّ نهب مستودعات مجموعات إغاثية مختلفة ومنظمات دولية. ومع احتدام المعارك وانزلاق السودان نحو انهيار الدولة، تبدو الآفاق قاتمة، حيث حذر كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث في بيان الأحد، من أنّ "الوضع الإنساني في السودان يصل إلى نقطة الانهيار"، مضيفا أنّ الأطراف المتحاربة بحاجة إلى ضمان المرور الآمن للمدنيين، والمساعدة في تسهيل عمليات الإغاثة. وقال غريفيث: "حجم وسرعة ما يحدث في السودان غير مسبوق، نحن قلقون للغاية من التأثير الفوري والطويل الأجل على جميع الناس في السودان والمنطقة الأوسع".(ترجمات)