معادلة جديدة في الشمال السوري تحاول فيها الفصائل المعارضة وأبرزها هيئة تحرير الشام فرض وجودها ومحو مكاسب قوات الجيش السوري الذي بقي مسيطرا منذ 5 أعوام.وعلى الرغم من أن الاشتباكات التي وصفت بالعنيفة وخلفت نحو 300 قتيل خلال الأيام الثلاثة الماضية وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان بينهم عشرات المدنيين أعلنت عن مقتلهم الأمم المتحدة، تمكنت الفصائل المسلحة المعارضة من السيطرة على معظم أحياء مدينة حلب. ما هو مستقبل حلب؟وفي هذا السياق، قال السياسي السوري والعضو السابق في هيئة التفاوض السورية الدكتور يحيى العريضي، إن مدينة حلب تنتظر الهدوء وانكفاء الفصائل المسلّحة التي تتحكم بها، وأن يعود إليها الأمان خصوصا في مناطق ريفي حلب الغربي وإدلب الجنوبي.ولفت العريضي في حديثه لقناة ومنصة "المشهد" إلى أنه تم الاعتداء على سوريا سابقا فيما ظهرت الفصائل المسلّحة وبعدها التدخل الروسي في الأزمة. وإن كانت هناك إمكانية لأي شكل من التدخل الروسي لدعم الجيش السوري في استعادة النظام، قال العريضي إنه ليس هناك أي جندي تركي بين عشرات الآلاف من السوريين الذين "يحرّرون بلدهم".وأثيرت تساؤلات حول "لماذا جاءت هذه المعارك في هذا الوقت تحديدا، قال العريضي إن هذه إسطوانة مشروخة تستخدم بأن هذه "الثورة من الأساس وُصمت بالعمالة والخيانة والمؤامرة الكونية". ولفت إلى أنه كان هناك اتفاق منذ أعوام، وذلك تم بعد أن تم اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وشدد على أن فصائل المعارضة تحركت بمفردها ودون إيعاز من أحد وهو أمر طبيعي أن يكون هناك شيء من التنسيق بينها وبين الذين استضافوا ملايين السوريين فيما لم تستضف موسكو سوري واحد.وقال العريضي إن الملف السوري والذي زاد عمره عن 14 عامًا "متروك" كما أنه "لا وجود لإرادة سياسية، كما أن روسيا حاولت بأن يكون هناك تطبيع مع النظام السوري وضغطت باتجاهات مختلفة حتى على دول عربية للتطبيع مع دمشق وضغطت على تركيا كثيرا" في ذلك.خارطة جيوسياسية جديدةإن كانت موسكو ستترك دمشق وحيدة في هذه المعارك، قال الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف إن هذا احتمال غير وارد على الإطلاق.وأضاف ماتوزوف أنّ الهجوم التركي على سوريا هذه المرة أغلق أيّ احتمال ممكن للمفاوضات السياسية السورية كما كان خلال الـ10 أعوام الماضية. ولفت إلى أن قوى المعارضة انضمت إلى تركيا وهناك سؤال "ما هو هدف تركيا من هذه الخطوة؟"، معتبرا أن ذلك ليس بهدف مواجهة "حزب الله" أو الإيرانيين كما يتم تبريرها. وصدرت أمس الجمعة تصريحات من الكرملين دعت فيها الحكومة السورية إلى إعادة النظام سريعًا، ومن هنا اعتبر ماتوزوف أنّ روسيا تدعم حليفتها، الحكومة السورية المعترف بها رسميًا من الأمم المتحدة. وقال إنّ هناك حديث يشير إلى أنّ روسيا تدعو السوريين إلى أن يعيدوا النظام للمدن التي جرت فيها المعارك، مبينًا أن ما يجري حاليًا يدعم الجهود الإسرائيلية الأميركية في المنطقة. واعتبر أن ما يجري يتعلق بالخارطة الجيوسياسية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط. وأكد ماتوزوف أنّ تطبيق هذا المشروع والثمن ربما يكون خلفه تعويضات لتركيا على حساب سوريا في إدلب وحلب وبعض المناطق الأخرى. وأوضح أنّ روسيا لن تتخلى عن دمشق، معتبرًا أن هذه الأحاديث هي "تشويه للدور الروسي". ولفت ماتوزوف إلى أن تركيا كانت تعتقد أنّ روسيا منشغلة بالحرب في أوكرانيا وأنها لن تقدّم الدعم للحكومة السورية وهذا أمر خاطئ. وبيّن أنّ تركيا اتخذت موقفًا معاديًا لروسيا أثناء الحرب في أوكرانيا حيث منحت السلاح للقوات الأوكرانية، كما أن بعض المقاتلين الأوكرانيين يحملون الجنسية التاتارية وفتحوا ممثليتهم في أنقرة.(المشهد)