أعلنت شركة ميرسك الدنماركية، اليوم الجمعة، تحويل مسار سفنها عن البحر الأحمر في "المستقبل المنظور" في خطوة متكررة منذ تصعيد "الحوثيين" لهجماتهم على السفن التجارية في المنطقة. سفن ميرسك نحو إفريقيا مجدّداوقالت الشركة في بيان لها، نقلته وكالات الأنباء العالمية، إن جميع سفن الشركة المقرر أن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن سيتم تحويلها جنوبا حول طريق رأس الرجاء الصالح في المستقبل المنظور. وكانت عملاق شحن الحاويات العالمي قد أعلنت قبل أيام "إنها ستتوقف مرة أخرى عن السماح لسفنها بالإبحار عبر البحر الأحمر، بعد تعرّض ناقلة أخرى تابعة لها لهجوم في غضون بضعة أسابيع". وقالت الشركة التي تتّخذ من كوبنهاجن مقرّاً لها في إشعار على موقعها على الإنترنت يوم الثلاثاء "لقد قررنا إيقاف جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر / خليج عدن مؤقتًا حتى إشعار آخر"، وذلك في ثاني توقّف لعمليّاتها البحرية بعد أن سبق وأن أعلنت وقفة مماثلة لمدة يومين لمراجعة الوضع. ويعني قرار شركة ميرسك يوم الثلاثاء أن اثنين من أكبر خطوط شحن الحاويات في العالم قد مددا فترة توقفهما عن العبور عبر منطقة لا يمكن تجنبها لجميع السفن التي تسعى إلى استخدام قناة السويس المصرية للإبحار بين أوروبا وآسيا.جنوب إفريقياوبدلا من ذلك، ستقوم شركة ميرسك، ثاني أكبر مالك لسفن الحاويات في العالم، بإعادة توجيه الناقلات جنوب إفريقيا، تكراراً لخطوة شركة "هاباغ ليود أي جي" الألمانية التي أعلنت في وقت سابق أنها ستواصل تجنّب المرور عبر البحر الأحمر. وقفزت أسهم الشركتين وسط تكهنات بارتفاع أسعار الشحن نتيجة لزيادة أوقات العبور. وكانت ميرسك قد أعلنت في أواخر العام الماضي استئناف عمليات العبور، لتعود وتتوقّف مرة أخرى في اليوم الأخير من عام 2023 بعد أن حاول "الحوثيون" الصعود على متن سفينة الحاويات ميرسك هانغتشو، بأربعة قوارب صغيرة. وصدّت مروحيات تابعة لمهمة الحماية التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة للهجوم الأخير، وأغرقت 3 من قوارب المهاجمين. وقالت ميرسك في ذلك الوقت إنها ستعيد تقييم الوضع في موعد أقصاه الثاني من يناير. وأعلنت الدنمارك، موطن شركة ميرسك، إنها سترسل سفينة حربية للمشاركة في المهمة الأميركية. ألمانيا: خطر التصعيد في الشرق الأوسط حقيقي واليوم الجمعة أعلنت ميرسك "أن الوضع يتطور باستمرار ويظل شديد التقلب وجميع المعلومات الاستخباراتية المتاحة تؤكد أن المخاطر الأمنية لا تزال مرتفعة بشكل كبير" في المنطقة. التصعيد في البحر الأحمر يتزامن مع وصول حدة التوتر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لمستويات جديدة في الارتفاع، تصفها الخارجية الألمانية "بالخطر الحقيقي". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم الجمعة إن الحكومة الألمانية تراقب الوضع على الحدود بين إسرائيل ولبنان، في الوقت الذي تستعد فيه وزيرة الخارجية للسفر إلى الشرق الأوسط لإجراء محادثات. وأضاف المتحدّث أن "خطر التصعيد حقيقي للغاية للأسف". وتلتقي وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يوم الأحد في إسرائيل نظيرها الجديد يسرائيل كاتس والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج، بحسب المتحدث.ويأتي التحذير الألماني بعد ارتفاع حدة المواجهات بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي جنوب لبنان، وذلك بعد أن قامت تل أبيب باغتيال القيادي البارز في حركة "حماس"، صالح العاروري، في مكتب الحركة بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت مساء الثلاثاء.وتوعّد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله بالردّ على العملية الإسرائيلية مهدداً تل أبيب بالقول "بيننا وبينكم الميدان".(وكالات)