من غزة إلى لبنان، أثارت أنباء استعمال القوات الإسرائيلية الفوسفور خلال غاراتها الجدل كونه مادة محظورة دوليا. فما هو الفوسفور الأبيض المحرم دوليا؟لبنان وغزةنبدأ مع ما كشفته وسائل إعلام فلسطينية عن أن القوات الإسرائيلية تستخدم الفوسفور خلال غاراتها على قطاع غزة.كما نقلت وسائل إعلامية عن وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن اسرائيل استخدمت الفوسفور الأبيض المحرم دولياً، خلال قصف مناطق مكتظة بالسكان داخل قطاع غزة. وفي لبنان، فكشفت الوكالة الوطنية للإعلام أن إسرائيل "أطلقت قذائف فوسفورية على أطراف بلدتي الماري والمجيدية الجنوبيتين" على الحدود مع الشمال الإسرائيلي. في المقابل، نفت مصادر إسرائيلية استخدام هذه المادة في قصفها على قطاع غزة وعلى الحدود مع لبنان. كما أنه لم تصدر تصريحات أو استنكارات أو توضيحات دولية تجاه هذه المزاعم.ما هو الفوسفور الأبيض المحرم دوليا؟الفوسفور الأبيض يُعرف بـ"الأسلحة الحارقة"، وهو مادة كيميائية تشبه الشمع، وغالبًا ما تكون صفراء أو عديمة اللون.عندما يتفاعل الفوسفور الأبيض مع الأوكسجين، يشتعل ويحترق، وينتج دخانًا أبيض كثيفًا برائحة تشبه رائحة الثوم.كما يُعيق الدخان الرؤية بالأشعة تحت الحمراء وأنظمة تتبع الأسلحة، مما يحمي الوحدات العسكرية من الأسلحة الموجهة مثل الصواريخ المضادة للدبابات.أين يُستعمل؟وفقاً لتقرير نشرته "هيومن رايتس ووتش"، يستخدم الجيش ذخائر الفوسفور الأبيض إلى حد كبير "كأداة للتعتيم" لتوفير غطاء مرئي للعمليات البرية من خلال حجب حركة القوات والمدرعات.ويمكن استخدام قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ والقنابل اليدوية لنشر الفوسفور الأبيض.خطير على الإنسان والطبيعةمن السؤال الأكثر تداولا "ما هو الفوسفور الأبيض المحرم دوليا؟"، ننتقل إلى السؤال الهام عن خطورته.فتسبب أسلحة الفوسفور الأبيض الضرر للإنسان بطريقتين: الحروق.استنشاق البخار.بالإضافة إلى الإصابة المباشرة التي تسببها الجزيئات المنبعثة من مقذوفاتها.كما يسبب الفوسفور حروقًا في جسد الإنسان قد تصل إلى العظام. وهذا السلاح مميت لأنه يحترق بسرعة عندما يتلامس مع الهواء، ويولد حرارة هائلة ودخانًا سامًا يمكن أن يقتل الشخص على الفور.ولا تقتصر تأثيراته على الإنسان فحسب، إنما في حال تسربه إلى التربة أو في قاع الأنهار والبحار، فذلك يؤدي إلى تلوثها.محظور في أماكن المدنيين والأهم فيما يتعلق بالفوسفور الأبيض، بأنه سلاح محظور دوليا حسب اتفاقية جنيف عام 1980 التي تنص على تحريم استخدام الفوسفور كسلاح حارق ضد البشر والبيئة.وذكر موقع "marca" أن استخدامه في المناطق المفتوحة قانوني بموجب القانون الدولي، لكن إسقاط الفوسفور جواً فوق المناطق المأهولة محظور، لأنه يعرض المدنيين للخطر ويمكن أن يؤدي إلى هجوم عشوائي بسبب تشتت الشظايا المحترقة على نطاق واسع. (المشهد)