بينما تتقدم القوات الإسرائيلية صوب غزة بعد وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين مع "حماس"، يدرس قادتها السياسيون والعسكريون خططا لشن حملة برية جديدة قد تشمل احتلال القطاع بأكمله عسكريا لأشهر أو أكثر.وبحسب مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين وآخرين مطلعين، فإن التكتيكات الجديدة والأكثر عدوانية سوف تشمل على الأرجح السيطرة العسكرية المباشرة على المساعدات الإنسانية؛ واستهداف المزيد من القيادة المدنية لـ"حماس"؛ وإجلاء النساء والأطفال من الأحياء إلى "فقاعات إنسانية" وفرض حصار على من يبقون، وهي نسخة أكثر عنفا من التكتيك الذي استخدم العام الماضي في شمال غزة. ويقول المسؤولون الإسرائيليون لصحيفة "واشنطن بوست" إنهم ما زالوا ينتظرون نتائج محادثات وقف إطلاق النار، ولم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن ما إذا كان ينبغي تصعيد المرحلة الحالية من الهجوم، والتي تتألف حتى الآن في الغالب من القصف الجوي، وكيفية القيام بذلك. لكن إذا طُبِّقت هذه الأساليب المتطرفة، فإنها ستُمثِّل تصعيدًا لعملية عسكرية استمرت 17 شهرًا. وستُمثل هذه الخطوات تحولاً كبيراً في توجه الجيش الإسرائيلي. ويشير أشخاص مطلعون على الخطة إلى أن غزواً واحتلالاً شاملاً سيتطلبان ما يصل إلى 5 فرق عسكرية، وقد تُصبح قوات الدفاع الإسرائيلية مُرهَقةً، نظراً لتزايد تشكك جنود الاحتياط في خوض حرب مفتوحة. ولكن بعض المسؤولين يقولون إن "غزوًا كامل النطاق الآن فقط، متبوعًا بجهود طويلة الأمد لمكافحة التمرد والقضاء على التطرف، من شأنه أن يحقق الهدف المعلن لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في القضاء على حماس"."خطط حاسمة"قال أمير أفيفي، نائب قائد فرقة غزة العسكرية السابق، إن حملة جيش الدفاع الإسرائيلي العام الماضي كانت مقيدة بالخلافات بين القادة السياسيين والعسكريين حول التكتيكات والإستراتيجيات، وبمخاوف إدارة بايدن بشأن إلحاق الضرر بالمدنيين الفلسطينيين. وأضاف أفيفي أن وصول إدارة ترامب إلى الولايات المتحدة والتغييرات في المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية قد خففت من هذه القيود. وأضاف أفيفي: "الآن، هناك قيادة جديدة في الجيش الإسرائيلي وهناك دعم من الولايات المتحدة، وهناك حقيقة أن لدينا ذخيرة كافية، وأننا أنهينا مهماتنا الرئيسية في الشمال ويمكننا التركيز على غزة". وأضاف: "الخطط حاسمة. سيكون هناك هجوم شامل، ولن يتوقفوا حتى يتم القضاء على حماس تمامًا. سنرى". وأكد المسؤولون الإسرائيليون إنهم ما زالوا مستعدين للتفاوض مع "حماس" عبر وسطاء قبل شن أي غزو واسع النطاق. ونفى مسؤول إسرائيلي أن تكون إسرائيل قد خرقت اتفاق وقف إطلاق النار، وقال إن مسؤولين إسرائيليين وضعوا في اليوم الـ16 من التهدئة شروطهم لدخول المرحلة الثانية من الاتفاق، إلا أن "حماس" رفضتها. وقال المسؤول إن "حماس" رفضت بعد ذلك اقتراح "جسر" قدمه المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، لتمديد وقف إطلاق النار لمدة 40 يومًا مقابل إطلاق سراح 11 أسيرا على قيد الحياة، وعرضت بدلاً من ذلك إطلاق سراح أسير أميركي إسرائيلي واحد. (ترجمات)