ملفات كثيرة حملها رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، في جعبته خلال زيارته إلى تركيا ولقائه بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان وعلى رأسها الدفاع المُشترك وإقامة قواعد جوية تركية وكذلك ملف الأمن وقضية الأكراد في شمال شرقي سوريا. وخلال مؤتمر صحفي في تركيا، عبّر الشرع عن تطلعه لمزيد من التعاون مع تركيا، لافتا إلى أن أنقرة قدمت لسوريا الكثير خلال السنوات الماضية.الشرع وإردوغانوفي تطور لافت، نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة قولها إنّ الرئيس السوري سيجري مباحثات مع الرئيس التركي بشأن اتفاق دفاع مشترك يتضمن إنشاء قاعدتين جويتين تركيتين في وسط سوريا وتدريب الجيش السوري الجديد. وأشارت المصادر إلى أن القاعدتين العسكريتين التركيتين ستتم إقامتهما في المنطقة الصحراوية الشاسعة وسط سوريا والمعروفة باسم البادية وهما مطار تدمر ومطار التيفور وهما يقعان في محافظة حمص. الاتفاق يشمل استخدام المجال الجوي السوري لأغراض عسكرية والاضطلاع بدور قيادي في تدريب القوات المسلحة السورية، كما نقلت رويترز عن المصادر قولها إنّ القاعدتين ستسمحان لتركيا بالدفاع عن سوريا ضد أي هجمات على سوريا في المستقبل. ورأى محللون أن هذه التسريبات موجهة في الأساس إلى المقاتلين الأكراد والتي تسعى تركيا إلى تفكيك قواتهم العسكرية.تدشين لحقبة جديدة وفي التفاصيل، قال المحلل السياسي، محمود علوش، إن زيارة الشرع لتركيا تدشن لحقبة جديدة في العلاقات السورية التركية وتؤسس لشراكة عميقة بين البلدين في المجالات المختلفة، والمجال الدفاعي من بين المجالات التي سترتكز عليها هذه الشراكة الإستراتيجية. ورأى علوش في حديث لمنصة "المشهد" أن: الاتفاقية الدفاعية مهمة جدًا وهي أحد مظاهر هذه الشركة وتعكس الأهمية التي يوليها الشرع بالتعاون الدفاعي مع تركيا خصوصًا أن أنقرة قادرة على تقديم إسهامات كبيرة في تدريب وتأهيل الجيش السوري الجديد وكذلك تدريب المؤسسات الأمنية.تركيا قادرة أيضًا على مساعدة سوريا في مواجهة التحديات الخارجية خصوصًا أن سوريا اليوم ليست لديها القدرة على مواجهة هذه التهديدات>لتركيا لديها رغبة في أن توّفر الظروف المناسبة لإنجاح عملية التحوّل السوري وتعظيم قدرة السلطات الجديدة على إدارة البلاد في هذه المرحلة.وحول مدى قانونية الخطوات التي من المتوقع أن يتخذها الشرع باعتباره رئيسا مؤقتًا لسوريا، أوضح علوّش أن أي اتفاقية سيكون لها مسار قانوني واضح في البلدين، لافتا إلى أن هناك مجلسا تشريعيا جديدا سيشكله الشرع في الفترة المقبلة سيقوم هذا المجلس بإصدار التشريعات والقوانين لإدارة المرحلة الانتقالية.وأشار إلى أن الرسائل التي ترسلها أنقرة ودمشق واضحة فيما يتعلق بانسجام السياسات والمواقف تجاه الوحدات الكردية، لافتا إلى أن إردوغان أبدى استعداده للشرع بدعم سوريا في مواجهة الوحدات الكردية. وقال إن التعاون بين البلدين مصمم لمواجهة التهديدات وضمان الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومعالجة أيضا الهواجس الأمنية بالنسبة لتركيا، مبينا أن هناك مفاوضات من أجل تسوية سياسية مع قوات "قسد" ولكن أيضا إذا لم تتم معالجة هذه القضية على أساس سياسي سيكون الخيار العسكري مطروحًا على الطاولة.الهواجس الأمنية التركيةمن جانبه، قال الخبير الإستراتيجي، عبد الجبار العقيدي، إن النقاش حول التعاون العسكري بين تركيا وسوريا هو مجرد نقاش مطروح وبالتأكيد هناك عروض كثيرة يتم عرضها على الإدارة الجديدة في سوريا سواء من الناحية العسكرية أو من الناحية السياسية من الدول العربية وتركيا. وأضاف في مقابلة على قناة "المشهد" أن هذه النقاشات من المؤكد أنها ستخضع للتشاور مع المختصين على المستوى العسكري وكل المجالات وفق ما أعلن عنه الشرع خلال مقابلة صحفية أمس، لافتا إلى أنه من المبكر الحديث عن تفاصيل هذه الاتفاقيات خصوصا أن سوريا الآن هي دولة وليدة. وأشار إلى أن تركيا في حاجة إلى إنشاء قواعد عسكرية في سوريا وتسعى إلى تعزيز مواقعها لأن لها مصالح في المنطقة وتحاول حماية أمنها القومي، لافتا إلى أن تركيا لديها عشرات النقاط العسكرية الموجودة بالفعل في إدلب والشمال السوري وفق اتفاق آستانة. وأوضح أن تركيا لديها هواجس فيما يتعلق بوجود قوات سوريا الديمقراطية على حدودها، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تلجأ تركيا مع الإدارة السورية الجديدة إلى الحسم العسكري في حال فشل المسار السياسي. إلا أن الخبير الإستراتيجي أشار إلى أن الجميع الآن ينتظر وضوح موقف الإدارة الأميركية الجديدة تجاه هذه القضية، لافتا إلى أن ترامب كرر في أكثر من مرة أنه ينوي سحب قواته العسكرية من سوريا. وقال إن مبرر وجود قوات سوريا الديمقراطية لم يعد موجودا لأنها تشكلت في الأساس عام 2015 للمشاركة في مواجهة والقضاء على تنظيم "داعش" وهو ما تم بالفعل في العام 2019 وبالتالي فلا داعي لوجودها حاليا. وأكد أن مسألة مواجهة الإرهاب والتهديدات الخارجية هو أمر مخول به الدولة السورية الجديدة وبالتالي لا مبرر لاستمرار هذه القوات.(المشهد)