من المنتظر أن يزور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إيران السبت، لتعزيز العلاقات بين طهران والرياض التي تم استئنافها في مارس بعد 7 سنوات من القطيعة.ووفق تقارير إعلامية إيرانية الخميس، فالوزير السعودي "سيلتقي مسؤولين إيرانيين كبار في طهران".وتشكل هذه الزيارة فرصة لفتح السفارة السعودية لدى طهران بعد إعادة فتح السفارة الإيرانية لدى الرياض في 6 يونيو.ومرّ الحوار الإيراني السعودي بمحطات عدة، لعل أبرزها:عام 2016 السعودية تقطع علاقاتها مع إيران. أبريل 2021، محادثات بين إيران والسعودية في بغداد. سبتمبر 2021، تعليق المحادثات بين إيران والسعودية. أبريل 2022، استئناف المحادثات بين إيران والسعودية في بغداد. مارس 2023، إيران والسعودية تستأنفان العلاقات الدبلوماسية برعاية الصين."نووي إيران" واليمن.. ما أبرز ملفات اللقاء؟وبالنسبة لدلالات الزيارة، يقول مدير وحدة الدراسات الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات الدكتور محمد عباس ناجي إنها تشير إلى استمرار تحسن العلاقات بين الدولتين والبدء في تبادل زيارات على مستوى وزراء الخارجية، تمهيدا للقاءات على مستوى أعلى في المرحلة القادمة، بما يعني أن الدولتين حريصتان على تعزيز فرص تنفيذ اتفاق بكين بشكل كامل.أما عن الملفات الموضوعة على طاولة اللقاء، فاعتبر عباس ناجي، في حديث لمنصة "المشهد"، أنها ستتضمن النقاش حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك مثل اليمن والعراق وسوريا ولبنان، مضيفا أن الملفات الأساسية هى الإقليمية وخصوصا اليمني منها.وقال عباس ناجي إن للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، موقفا مهما في "نووي إيران"، حيث يقوم على ضرورة التزام طهران ببنود الاتفاق النووي وضرورة إشراك دول المجلس في المفاوضات، خصوصا "مع بروز تقارير حول محادثات أميركية إيرانية للوصول إلى تفاهم أكثر اتساعا من اتفاق".وأفادت تقارير إعلامية أن طهران تجري محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، بشأن البرنامج النووي الإيراني وملف الأميركيين المحتجزين في إيران.وتجري طهران أيضا مباحثات مع دول أوروبية خصوصًا فرنسا، حيث تحدث الرئيس إيمانويل ماكرون السبت الماضي مع نظيره الإيراني عبر الهاتف، و"ناقشا سبل تعزيز العلاقات، وخصوصا المفاوضات الجارية حول الملف النووي"، وفقا لوكالة فرانس برس.هل يزور إبراهيم رئيسي السعودية؟ في السياق، وصف الكاتب والباحث السياسي مبارك آل عاتي الزيارة بـ"المهمة" وتؤكد على: سعي البلدين لتعزيز علاقاتها بعد اتفاق بكين ويؤكد التزامهما بتطوير هذه العلاقات وفتح السفارات بين البلدين.سعيهما الحثيث لتطوير هذه العلاقات لتشمل مجالات مختلفة، اقتصادية وتجارية وثقافية وفكرية ودينية.واعتبر الكاتب السعودي في تصريح لمنصة "المشهد" أن البلدين يعولان على نتائح هذه الزيارة "التي يُعتقد أنها تحمل رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يدعوه فيها لزيارة المملكة وهي الزيارة التي ينتظره منها أن تنقل العلاقات بين البلدين إلى مستوى أكثر اتساعا يشمل كل المجالات".تأكيد الصلح السعودي الإيرانيويرى العاتي أن الزيارة هي تأكيد على الصلح السعودي الإيراني وستبحث كافة المسائل العالقة بين البلدين وسبل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في الخليج العربي والمنطقة، إضافة إلى تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين وفتح مجال الزيارة بين الشعبين الشقيقين وتبادل بين المسؤولين الإيرانيين والسعوديين، ويضيف:الاتفاق السعودي الإيراني أدى إلى بدء مرحلة جديدة من التعاون داخل المنطقة.التقارب له آثار إيجابية على استقرار أسعار النفط وتعزيز العمل الإسلامي المشترك.التقارب السعودي الإيراني بوابة لحل معظم ملفات المنطقة ومن ضمنها فرض الأمن في الخليج العربي ومكافحة الإرهاب والقرصنة. وبحسب توقعات آل عاتي فإن هذه الزيارة ستسفر عن فتح السفارة السعودية في طهران ومد جسور التواصل الاقتصادي والتجاري بين البلدين وحماية المنطقة من التدخلات الأجنبية وتذليل الصعاب وتقريب وجهات النظرة لحلحلة الكثير من الملفات في المنطقة.وفي 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، في أجواء من الخلافات بين البلدين في عدد من قضايا المنطقة، خصوصا في سوريا ولبنان واليمن.وفي العاشر من مارس 2023، أعلنت القوّتين الإقليميّتين التوصل إلى اتفاق لاستئناف علاقاتهما الدبلوماسية برعاية الصين. وفي أبريل 2023، زار وفد دبلوماسي فني سعودي طهران وناقش آليات إعادة فتح ممثليات المملكة في إيران. ومنذ استئناف العلاقات، أعادت السعودية العلاقات مع دمشق حليفة طهران. (المشهد)