دمرت طائرات حربية روسية جسر الرستن الإستراتيجي الذي يربط بين مدينتي حماة وحمص، في محاولة لقطع الإمدادات وإيقاف تقدم الفصائل المسلحة، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الغارات الجوية استهدفت الجسر ومحيطه، مما أدى إلى عزل مدينتي الرستن وتلبيسة عن حمص، بعد رفع الجيش السوري سواتر ترابية على أوتوستراد حمص-حماة.وبحسب المرصد، شنت الطائرات الحربية ضربات جوية مكثفة على أطراف مدينة الرستن الشمالية، خاصة بعد دخول الفصائل المسلحة إلى كتيبة الهندسة الواقعة عند أطراف المدينة. كما نقلت القوات الحكومية السورية أكثر من 200 آلية عسكرية محملة بالأسلحة والعتاد إلى مدينة حمص لتعزيز مواقعها في منطقة الوعر ومحيط الكليات العسكرية. فيديو يوثق القصف وتصريحات رسمية وتداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر لحظة قصف جسر الرستن، مما أثار موجة من التفاعل حول أبعاد هذا التصعيد العسكري. وفي بيان مساء الخميس، أكد وزير الدفاع السوري علي محمود عباس أن الجيش السوري يخوض معركة شرسة ضد التنظيمات المسلحة "الإرهابية"، مشيرًا إلى أن الانسحاب من مدينة حماة كان جزءا من خطة تكتيكية تهدف لحماية المدنيين.وقال عباس: التنظيمات الإرهابية تعتمد أسلوب العصابات، مما يضطر قواتنا لاستخدام استراتيجيات كر وفر، مع إعادة انتشار لحماية الأرواح والمواقع الاستراتيجية. هناك دول تقدم دعما عسكريًا ولوجستيًا لهذه التنظيمات، لكن القوات السورية تعمل على إفشال هذه المحاولات واستعادة السيطرة على المناطق الحيوية. دخول التنظيمات المسلحة إلى حماة جاء بعد انسحاب تكتيكي للقوات السورية. الفصائل المسلحة أطلقت حملة إعلامية مضللة تهدف إلى نشر الفوضى وزعزعة ثقة الشعب في الجيش السوري. القوات الحكومية ما زالت متمركزة في محيط مدينة حماة، على أتم الجاهزية لتنفيذ واجباتها الوطنية والدستورية.في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري أن التصعيد الأخير بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة أسفر عن مقتل أكثر من 700 شخص، وسط مواجهات عنيفة تهدد بتفاقم الوضع الإنساني في المناطق المتضررة. وأشار إلى أن تحالفا من التنظيمات المسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" سيطر مؤخرًا على مدينتي حلب وحماة بعد هجمات مكثفة شنتها الفصائل في نهاية الشهر الماضي. (وكالات)