أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، أن وجود قوات الناتو تحت أي صفة على الأراضي الأوكرانية يمثل تهديدا مباشرا لروسيا، مشددا على أن موسكو لن تقبل بذلك تحت أي ظروف.كما أوضح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرفض تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، مشيرا إلى أن موقفه يعتمد على مدى التزام الدول بتمويل الناتو، وهو ما لا ينطبق على كييف في ظل قيادتها الحالية. لقاء روسي-أميركي في حديثه عن المفاوضات الأخيرة في الرياض، كشف لافروف أن الوفد الأميركي أكد رغبة واشنطن في إقامة علاقات طبيعية مع روسيا، مع احترام المصالح الوطنية للطرفين. وخلال اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز، أوضح لافروف أن إدارة ترامب لا تريد تصعيدًا مع موسكو، لكنها في الوقت نفسه تسعى لحماية مصالحها الاستراتيجية. وأعلن لافروف أن موسكو منفتحة على اقتراح ترامب بعقد اجتماع ثلاثي يضم الولايات المتحدة وروسيا والصين لمناقشة قضايا الأمن النووي، لكنه أشار إلى أن الموافقة على المبادرة تعتمد على موقف بكين. وقال: "إذا كان أصدقاؤنا الصينيون مهتمين بالمشاركة، فإن القرار يعود لهم". تصعيد أوروبي أشار لافروف إلى أن بريطانيا وعددا من الدول الأوروبية يسعون لتصعيد الصراع الأوكراني، واتخاذ خطوات قد تدفع ترامب لاتخاذ موقف أكثر عدوانية تجاه روسيا. وأضاف: "الأوروبيون لا يريدون تهدئة الأزمة، بل يسعون لدفع ترامب نحو تصعيد أكبر مع موسكو". فيما يخص البرنامج النووي الإيراني، كشف لافروف أن واشنطن تحاول ربط أي اتفاق جديد بشروط سياسية، تلزم طهران بوقف دعم جماعات في العراق ولبنان وسوريا، مؤكدًا أن هذا النهج "محكوم عليه بالفشل". وقال: "هناك مؤشرات على رغبة الأميركيين في فرض عمليات تفتيش سياسية على إيران، لكن هذا الأمر لن ينجح". وأكد لافروف أن أهمية أوكرانيا للأمن القومي الروسي تتجاوز أهمية غرينلاند بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن توسع الناتو في أوكرانيا هو أحد الأسباب الرئيسية للصراع الحالي. وأضاف: "دونالد ترامب يدرك تمامًا أن توسع الناتو خلق تهديدًا مباشرًا لروسيا، وهو ما يفسر موقفه المختلف عن الإدارة السابقة".(وكالات)