أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، عن أمله في أن يؤدي المقترح المشترك من فرنسا والولايات المتحدة، بفرض هدنة لمدة 21 يومًا بين إسرائيل و"حزب الله"، إلى إنهاء النزاع. ودعت الولايات المتحدة وفرنسا وعدد من الدول الأوروبية والعربية الخميس، إلى وقف فوريّ لإطلاق النار على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان لمدة 21 يومًا، وذلك في بيان مشترك صدر عن البيت الأبيض. وقال ميقاتي خلال جلسة لمجلس الأمن في نيويورك فجر الخميس: وقفت فرنسا إلى جانبنا في أصعب الظروف، وخير دليل على ذلك، الجهد المخلص الذي تقوم به فرنسا اليوم بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، من أجل إصدار بيان مشترك مدعوم دوليًا من أجل وضع نهاية لهذه الحرب القذرة. إنما وجودي هنا للخروج من هذه الجلسة بحل جدّي، يقوم على تضافر جهود جميع أعضاء مجلس الأمن... للضغط على إسرائيل لوقف فوريّ لإطلاق النار على كل الجبهات، وعودة الأمن والاستقرار لمنطقتنا". أدعو مجلس الأمن للعمل بجدّية وبشكل فوري، لضمان انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، وإنهاء الانتهاكات التي تتكرر يوميًا. منطقة الشرق الأوسط ستتعرض للانفجار في أيّ لحظة، ونشوب حرب إقليمية واسعة بسبب العدوان الإسرائيليّ غير المسبوق على بلادي. نواجه انتهاكًا واضحًا لسيادة لبنان. من يضمن عدم حصول هكذا اعتداءات على دول أخرى، إذا لم تُتخذ إجراءات رادعة وعقابية حاسمة بحق المعتدي؟ أتحدّث باسم لبنان ووجودي هنا ليس لتقديم شكوى فقط، فذلك مثبت للرأي العام العالميّ بالصوت والصورة، نريد حلًا جدّيًا يقوم على تضافر جهود أعضاء مجلس الأمن. الشعب اللبنانيّ يرفض الحرب ويؤمن بالاستقرار. إسرائيل لم تتوقف عن انتهاك قرارات الأمم المتحدة التي صدرت على مدى سنوات طويلة، وخصوصًا القرار رقم 1701. لبنان لا يطلب معروفًا، نحن نطالب بحقوقنا المشروعة بموجب القانون الدولي، حان الوقت لرفض العنف والحروب وتطبيق القرارات الدولية، بحيث لا تبقى حبرًا على ورق. يجب وقف "العدوان" الإسرائيليّ على قطاع غزة، استمرار هذا العنف لن يؤدي إلا لمزيد من التصعيد. دعونا اليوم ألا نضيع هذه الفرصة... يجب أن نتحرك الآن.سفير إسرائيل من جهته، أثار سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، احتمال اندلاع حرب كبيرة مع "حزب الله"، وقال دانون خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدوليّ في نيويورك: "أود أن أرى وقفًا لإطلاق النار وعودة الإسرائيليّين إلى منازلهم في الشمال، وعودة اللبنانيّين الجنوبيّين إلى منازلهم في جنوب لبنان". وأضاف: "هذا ما نريده جميعًا تحقيقه. سيحدث ذلك إما بعد حرب أو قبل حرب. نأمل أن يحدث قبلها". كما أكد دانون أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من المقرر أن يصل إلى الولايات المتحدة الخميس.خطورة التصعيد بدوره، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، يوم الأربعاء، من خطورة التصعيد الأخير بين إسرائيل و"حزب الله" وتأثيره على المنطقة.وقال أبو الغيط في كلمة بمجلس الأمن الدولي بالجلسة التي خُصّصت لبحث الوضع في لبنان: إذا لم يتم وقف الانتهاكات الإسرائيلية، فإنّ المنطقة ستنزلق إلى الهاوية. يجب أن تتوقف الحرب الآن. إسرائيل لم تكن ترغب بوقف الحرب، وإنما عملت على توسيعها وضربت عرض الحائط بمحاولات التهدئة.في السياق، قال وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي: "حذرنا مسبّقًا من أنّ استمرار الحرب في غزة قد يؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية"، مشددًا على أنه "يجب الوقف الفوريّ وغير المشروط للانتهاكات الإسرائيلية للأراضي والأجواء اللبنانية". وزير الخارجية السورية بسام الصباغ، بدوره اعتبر أنّ "عدم اتخاذ مجلس الأمن أيّ إجراء لردع إسرائيل، شجعها على توسيع اعتداءاتها على لبنان"، مؤكدًا استعداد سوريا لتقديم الدعم إلى لبنان، وأضاف "يجب منع إسرائيل من توسيع الحرب في المنطقة".ومن جانبه، أوضح مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن "التصعيد لن يسوّي أيّ شيء، وما يحصل في جنوب لبنان لا يمكن أن يُنظر له بمعزل عن غزة".وأشار إلى وجوب العمل فورًا "على وقف إطلاق النار على طول الخط الأزرق، وتطبيق القرار 1701".(وكالات)