تعمل الدول الأوروبية مع حلفائها العرب على إعداد خطة عاجلة بشأن غزة لتقديمها إلى دونالد ترامب كبديل لمقترحه بإخلاء القطاع من الفلسطينيين وسيطرة الولايات المتحدة عليه، بحسب تقرير لمجلة "فيننشال تايمز".لقد أثارت فكرة الرئيس الأميركي بشأن إخلاء قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" حالة من الذهول والقلق في الدول العربية والأوروبية. ولكن المبادرة منحت أيضاً زخماً جديداً لأشهر من المناقشات المتعثرة حول كيفية حكم غزة وتأمينه بعد انتهاء حرب إسرائيل المستمرة منذ 15 شهراً مع "حماس". وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصحيفة "فاينانشال تايمز" إن الجهود المبذولة لمعارضة خطة ترامب لن تكون "موثوقة إلا إذا قدمنا شيئا آخر أكثر ذكاء". وأضاف ماكرون "هذا ما نحتاج إلى المضي قدمًا فيه. هناك عدة خيارات موثوقة للغاية"."حل وسط"وقال دبلوماسي أوروبي إن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا سيعقدون محادثات بشأن الأزمة في مؤتمر ميونيخ للأمن مع دول عربية رئيسية. ومن المقرر أن تشارك الولايات المتحدة أيضا، لكن ليس من الواضح على أي مستوى، وسوف يتركز التركيز على كيفية عمل العرب والأوروبيين معا على "خطة أفضل". وقال مسؤول أوروبي "إن الفلسطينيين والعرب بحاجة إلى التوصل إلى حل وسط حيث يديرون غزة، وليس الولايات المتحدة أو إسرائيل. هذه هي الفجوة التي يجب سدها، وأعتقد أن الأوروبيين سيعملون مع العرب، سواء فيما يتصل بالتمويل أو تقديم الخطط. وهذا ما نعمل عليه الآن".وأعلنت مصر هذا الأسبوع أنها تعمل على خطة لإعادة إعمار غزة، التي تحول جزء كبير منها إلى أرض قاحلة بسبب القصف الإسرائيلي للقطاع منذ هجوم 7 أكتوبر 2023. وتنسق القاهرة مع دول عربية أخرى، وخصوصا المملكة العربية السعودية والأردن، على أمل أن تتمكن من إثبات لترامب أن القطاع يمكن إعادة بنائه دون إجبار سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة على مغادرة القطاع. وقال دبلوماسيون عرب وأوروبيون إنه قبل أن تبدأ أي عملية إعادة إعمار، يتعين على الدول العربية والفلسطينيين الاتفاق على خطة لإنشاء هيكل إداري يضمن عدم سيطرة "حماس" على القطاع. وتتضمن الفكرة التي تدفع بها مصر ودول عربية أخرى إنشاء لجنة حاكمة مكونة من فلسطينيين غير تابعين لأي فصيل، لكنها تحظى بدعم السلطة الفلسطينية، وهي الهيئة التي تدير أجزاء من الضفة الغربية. ولا يزال العنصر الأمني قيد المناقشة، ولكن من المرجح أن يشمل قوة الشرطة الموجودة في غزة، وأفراد السلطة الفلسطينية الذين بقوا في القطاع بعد سيطرة "حماس" عليه في عام 2007، وتعزيزات محتملة من الضفة الغربية. وقال مسؤول عربي إن من المتوقع تقديم خطة خلال القمة المقرر عقدها في الرياض في وقت لاحق من الشهر الجاري.وقال المسؤول "بعد ما قاله ترامب، بدأت المنطقة بأكملها في التعبئة والآن بدأت أوروبا في التعبئة ومحاولة إيجاد حل. هناك شعور إضافي بالإلحاح لدى الجميع".(ترجمات)