ذكر تقرير لوكالة بلومبيرغ أن أوروبا تقترب من تجاوز أسوأ أزمة للطاقة، مشيرا إلى أن خطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للضغط على أوروبا من خلال سلاح الطاقة "تتلاشى على الأقل في الوقت الحالي".وأكد التقرير أن الطقس المعتدل الدافئ في شتاء أوروبا هذا العام والاعتماد على مجموعة واسعة من الموردين والجهود المبذولة لتقليل الطلب، ساعد القارة في تجنب أي أزمة في الطاقة حتى الآن.ولفت إلى أنه لا تزال احتياطيات الغاز ممتلئة تقريبا، وهبطت الأسعار إلى مستويات ما قبل الحرب.وأضاف التقرير أنه بالرغم من أن أي موجة البرد أو اضطرابات التوصيل يمكن أن تؤدي إلى حالة من الفوضى في أسواق الطاقة، فإن التفاؤل يتزايد بأن أوروبا يمكنها الآن تجاوز هذا الشتاء والشتاء القادم.وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، وهو مهندس رئيسي لاستجابة البلاد لأزمة الطاقة: "لقد تم تجنب خطر الانهيار الاقتصادي الكامل، وانهيار الصناعة الأوروبية". وبحسب وكالة بلومبيرغ، فإن الأزمة التي أثارتها الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي، قد كلفت أوروبا بالفعل ما يقرب من تريليون دولار من ارتفاع أسعار الطاقة. كما أن الحكومات في أوروبا استجابت بتقديم أكثر من 700 مليار دولار من المساعدات لمساعدة الشركات والمستهلكين على امتصاص الضربة. "المخاوف لم تنته"لم يعد الاتحاد الأوروبي يستورد الفحم والنفط الخام من روسيا، كما تم تقليص شحنات الغاز بشكل كبير. كما سد الاتحاد بعض الفجوة من خلال زيادة الإمدادات من النرويج وشحنات الغاز الطبيعي المسال من قطر والولايات المتحدة ومنتجين آخرين.في ألمانيا، تمتلئ مرافق التخزين بنحو 91٪، مقارنة بـ 54٪ قبل عام، عندما كانت روسيا قد أفرغت بالفعل المنشآت التي تسيطر عليها. وقال كلاوس مولر، رئيس هيئة تنظيم الشبكة في ألمانيا، في مقابلة مع هيئة الإذاعة العامة ARD الجمعة: "نحن متفائلون للغاية، كلما زادت كمية الغاز التي لدينا في مرافق التخزين في بداية العام، قل الإجهاد والتكلفة التي سنواجهها في ملئها مرة أخرى في الشتاء المقبل".وتراجعت أسعار الغاز المعيارية إلى خُمس الأرقام القياسية المسجلة في أغسطس، وعلى الرغم من المخاوف من أن أسعار أرخص يمكن أن تؤجج الطلب، لا يزال الاستخدام في الانخفاض وهو جانب إيجابي للاقتصاد الضعيف. وذكر مورجان ستانلي في تقرير أنه من المتوقع أن يكون الاستهلاك الأوروبي أقل بنحو 16٪ عن متوسط 5 سنوات طوال عام 2023. وقالت مجموعة "وود ماكنزي" لاستشارات الطاقة: "قد تكون أوروبا في وضع أفضل مقارنة بالمخاوف السابقة، لكن المخاوف لم تنته بعد". (ترجمات)