تزعم كوريا الشمالية أنها أطلقت غواصة نووية هجومية تكتيكية جديدة "على الطراز الكوري"، والتي تقول إنها تبشر "ببداية فصل جديد" لقواتها البحرية، لكن يشكّك المحللون بصحة هذه الأنباء، فيما تقول السلطات الكورية الجنوبية إنّ غواصة كوريا الشمالية النووية قد لا تكون فاعلة كما يروّج لها.وتم إطلاق الغواصة النووية، التي تحمل اسم "Hero Kim Kun Ok"، وسط ضجة كبيرة في حفل حضره زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم الأربعاء، وفقا لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية (KCNA) التي تديرها الدولة.ونقلت الوكالة عن كيم قوله إنّ الغواصة النووية "مجهزة بعدد كبير من وسائل إطلاق الأسلحة النووية"، وقادرة على "شنّ ضربات استباقية وانتقامية ضدّ دول معادية".في حين انتقدت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية هذه الادعاءات في بيان لها يوم الجمعة، قائلة إنّ الغواصة الجديدة تبدو "غير قادرة على العمل الطبيعي"، وحذرت من وجود دلائل على أنّ كوريا الشمالية تحاول المبالغة في قدراتها.وفي الوقت نفسه، أعرب خبراء أميركيون أيضا، عن شكوكهم بشأن الغواصة الجديدة، سواء في ما يتعلق بفاعلية صواريخها، أو ما إذا كانت كوريا الشمالية ستكون قادرة على بناء أكثر من سفينة واحدة من هذا القبيل.ما هي غواصة الهجوم النووي التكتيكي؟ ويعتقد محللون أميركيون أنّ الغواصة التي تم الكشف لأول مرة عن أنها قيد الإنشاء قبل 4 سنوات، تعمل بالطاقة التقليدية ولكنها ربما تكون قادرة على إطلاق صواريخ باليستية مزودة برؤوس حربية نووية.وقال خبير الغواصات إتش آي ساتون، الذي كتب على موقع Naval News، أنّ السفينة الجديدة تبدو وكأنها تعتمد على الغواصات القديمة ذات التصميم السوفياتي من طراز روميو. ووفقا لمبادرة التهديد النووي، تمتلك كوريا الشمالية بالفعل 20 غواصة من طراز روميو، في أسطولها الذي يقدّر بنحو 64 إلى 86 غواصة.وأشار ساتون إلى أنّ الغواصة النووية الأخيرة يبدو أنها تحتوي على 10 أنابيب إطلاق صواريخ في حجرة ملحقة بشراعها، مضيفا أنه "بالنظر إلى استثمار المملكة المنعزلة في الصواريخ الباليستية، فمن المحتمل أن تكون هذه ذات قدرة نووية".غواصة كوريا الشمالية النوويةوأجرت كوريا الشمالية تجارب إطلاق صواريخ باليستية تطلق من الغواصات (SLBMs) 9 مرات منذ عام 2015، كان آخرها في عام 2022، وفقاً لقاعدة بيانات اختبار الصواريخ في كوريا الشمالية لمركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي.ومع ذلك، قال محللون آخرون إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الغواصة الجديدة قادرة على إطلاق صواريخ بالستية من غواصات.قال كابتن متقاعد في البحرية الأميركية ومدير العمليات السابق في مركز الاستخبارات المشتركة، التابع للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ كارل شوستر، إنّ الغواصة التي تم إطلاقها حديثا ربما كانت على بعد عامين من التشغيل الكامل.وأضاف أنّ تركيب واختبار الآلات والمكونات الداخلية للغواصة سيستغرق نحو 18 شهرا، ثم سيكون هناك ما يصل إلى 6 أشهر من التجارب البحرية والتدريب.وحتى لو أصبحت الغواصة جاهزة للعمل بكامل طاقتها، فإنّ هناك من يشكك في فاعلية الصواريخ التي تطلقها بيونغ يانغ من الغواصات.رسائل كوريا الشماليةبينما يعتقد المحللون أنّ الغواصة النووية التي تم إطلاقها يوم الأربعاء تعمل بالطاقة التقليدية، قال كيم سابقا إنه يريد أن تُنتج بلاده سفنا تعمل بالطاقة النووية في المستقبل.وكرر هذه الدعوة في خطابه يوم الأربعاء، قائلا إنه "من الضروري إعطاء زخم أكبر لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية لتعزيز وتطوير قواتنا البحرية، لتصبح قوة عسكرية ذات قوة بحرية عالمية"، وفقا لوكالة الأنباء المركزية الكورية.وبغضّ النظر عن مصدر الطاقة، قال شوستر إنّ إطلاق الصاروخ يوم الأربعاء مكّن كيم من "إرسال رسالة ردع" إلى الخصوم مثل الولايات المتحدة واليابان، لافتا إلى "أنه يشير إلى أنّ برنامجه النووي يتقدم، وأنه يستطيع قريبا توجيه ضربات من اتجاهات متعددة".جميع غواصات البحرية الأميركية، سواء الهجومية أو الصواريخ الباليستية، تعمل بالطاقة النووية، كما تقوم روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والهند، بتشغيل غواصات تعمل بالطاقة النووية.هذا ويأتي إطلاق الغواصة وادعاء كوريا الشمالية، بأنها قامت بمحاكاة هجوم صاروخي نووي في نهاية الأسبوع الماضي، في الوقت الذي تستعد فيه بيونغ يانغ للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس البلاد في 9 سبتمبر.وتأتي هذه الأحداث أيضا وسط مؤشرات على أنّ بيونغ يانغ منزعجة من زيادة التعاون بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.(ترجمات)