مع دفاع أوكرانيا عن أراضيها، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التقارب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ويتعهد بإنهاء الحرب.ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تحقيقًا يكشف دور العمليات السرية للولايات المتحدة في الحرب الأوكرانية ضد روسيا، وواحدة من أكبر شركائها في قاعدة فيسبادن الواقع في ألمانيا. واعتمد التقرير، الذي استند إلى أكثر من 300 مقابلة مع مسؤولين من عشرات الدول، على الإحصاءات الأميركية بأن الدولة كانت أحد الطرفين الرئيسيين في أكثر من 700 ألف حالة وفاة أو إصابة للجنود الروس. بعد شهرين من الهجوم الروسي في أوكرانيا عام 2022، نقلت بريطانيا رجلين إلى بولندا ثم فيسبادن، حيث أصبحت القاعدة الأميركية حيزًا يُعتمد عليه للتخطيط المشترك. هناك اجتمع ضباط الأمن القومي الأميركي وأوكرانيون كل يوم لتحديد الهدف الروسي اليومي باستخدام بيانات مصوّرة والصور الاستخباراتية ومراقبة المواقع البرية التي تم قصفها بالأسلحة الأميركية. دعم أميركي لأوكرانياوبحسب الجنرال الأوكراني ميخايلو زابرودسكي، فإن الموقع شهد الشراكة بين الاستخبارات والإستراتيجية والتخطيط وتكنولوجيا السلاح السري التي صاغته إدارة الرئيس السابق دو بايدن على أنه جهود أميركية لإنقاذ أوكرانيا وحماية النظام المهدّد بعد الحرب العالمية الثانية. وقدّم البنتاغون جردا عاما لمجموعة الأسلحة البالغة قيمتها 66.5 مليار دولار التي تم توريدها لأوكرانيا - بما في ذلك أكثر من نصف مليار طلقة من ذخيرة الأسلحة الصغيرة والقنابل اليدوية، و 10000 سلاح "جافلين" المضاد للدروع، و 3000 نظام "ستينغر" المضاد للطائرات، و272 مدفع هاوتز و76 دبابة و20 طائرة هليكوبتر من طراز Mi-17، و3 بطاريات دفاع جوي من طراز باتريوت. وكشف التحقيق كيف كانت أميركا متداخلة في الحرب بشكل أكثر وأوسع مما كان مفهوما سابقا. وفي مركز القيادة في فيسبادن، خطّط الضباط الأميركيون والأوكرانيون لهجمات كييف المضادة، حيث وجّهت جهود جمع المعلومات الاستخباراتية الأميركية الواسعة إستراتيجية المعركة الكبيرة ونقلت معلومات الاستهداف الدقيقة إلى الجنود الأوكرانيين في الميدان. يتذكر أحد رؤساء المخابرات الأوروبية أنه فوجئ عندما علم بمدى التورط العميق لنظرائه في وكالة الأنباء الوطنية في العمليات الأوكرانية. قال: "إنهم جزء من سلسلة القتل الآن". كانت الفكرة التوجيهية للشراكة هي أن هذا التعاون الوثيق قد يسمح للأوكرانيين بتوجيه ضربة ساحقة للروس. في منتصف عام 2022 وباستخدام معلومات المخابرات الأميركية، أطلق الأوكرانيون وابلا من الصواريخ على مقر الفرقة 58 في منطقة خيرسون، مما أسفر عن مقتل جنرالات وضباط أركان كبار في الجيش الروسي. وفي أقصى الجنوب، وضع الشركاء أنظارهم على ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، حيث قام أسطول البحر الأسود الروسي بتحميل صواريخ متجهة إلى أهداف أوكرانية على السفن الحربية والغواصات.خلاف أميركي أوكرانيفي ذروة الهجوم المضاد لأوكرانيا عام 2022، هاجم سرب من الطائرات البحرية بدون طيار بدعم من وكالة المخابرات المركزية، الميناء، مما ألحق أضرارا بالعديد من السفن الحربية ودفع الروس إلى البدء في سحبها. وعندما ركز الأميركيون على أهداف محسوبة وقابلة للتحقيق، رأوا الأوكرانيين يتمسكون باستمرار بالفوز الساحق. من جانبهم، غالبا ما رأى الأوكرانيون أن الأميركيين يعيقونهم، حيث كانوا يهدفون إلى كسب الحرب مباشرة. وقال التقرير إن الأوكرانيين أبقوا على نواياهم سرية نحو الأميركيين بشكل متزايد. وعلى المستوى التكتيكي، أسفرت الشراكة الأميركية الأوكرانية عن انتصار تلو النصر، ومع ذلك وفي منتصف عام 2023، عندما شنّ الأوكرانيون هجوما مضادا، وقعت الإستراتيجية التي تم وضعها في فيسبادن ضحية للسياسة الداخلية المنقسمة في أوكرانيا. وأشار التقرير إلى أن إدارة بايدن سمحت بعمليات سرية كانت محظورة سابقا. وتم إرسال مستشارين عسكريين أميركيين إلى كييف وسُمح لهم لاحقا بالسفر بالقرب من القتال. ساعد ضباط الجيش ووكالة المخابرات المركزية في فيسبادن بتخطيط ودعم حملة من الضربات الأوكرانية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا. وتلقى الجيش ثم وكالة المخابرات المركزية الضوء الأخضر لتمكين ضربات دقيقة في عمق روسيا نفسها. مدى الثقةوأكد التحقيق أنها كانت أيضا تجربة كبرى في القتال الحربي، وأنها تجربة لن تساعد الأوكرانيين فحسب، بل تكافئ الأميركيين بدروس لأي حرب مستقبلية. وخلال الحروب ضد طالبان و"القاعدة" في أفغانستان وتنظيم "داعش" في العراق وسوريا، نفّذت القوات الأميركية عملياتها البرية الخاصة ودعمت عمليات شركائها المحليين. وفي أوكرانيا، على النقيض من ذلك، لم يُسمح للجيش الأميركي بنشر أي من جنوده في ساحة المعركة. وطرح التحقيق مجموعة من التساؤلات من بينها "هل ستكون دقة الاستهداف ضد الجماعات الإرهابية فعالة في صراع مع أحد أقوى الجيوش في العالم؟ هل سيطلق رجال المدفعية الأوكرانيون مدافع الهاوتزر الخاصة بهم دون تردد عند الإحداثيات التي أرسلها الضباط الأميركيون في مقر على بعد 1300 ميل؟". واعتبر التحقيق أن المسار الكامل للشراكة، سيتوقف على مدى ثقة الضباط الأميركيين والأوكرانيين ببعضهم البعض. (ترجمات)