تم إغلاق جسر "كيرتش" الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، بعد انفجارات وقعت في الساعات الأولى من الاثنين، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة طفل.وسلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها، على أهمية الجسر وكيف تم الهجوم عليه. أين يقع الجسر؟ شيدت روسيا جسر "كيرتش" المعروف أيضًا باسم "جسر القرم"، بعد أن احتلت شبه الجزيرة وضمّتها بحكم الأمر الواقع من أوكرانيا عام 2014. يمتد الجسر البالغ طوله نحو 19 كلم، والذي يتضمن طريقًا وخط سكة حديد منفصلين، على مضيق كيرتش، ويربط شبه جزيرة القرم مع البر الرئيسي لروسيا تم الإعلان عن بدء بناء الجسر عام 2014 واكتمل عام 2018. يحمل الجسر أهمية رمزية كبيرة للكرملين، حيث احتفل فلاديمير بوتين بافتتاحه من خلال قيادة شاحنة كاماز من كيرتش إلى شبه جزيرة القرم، وأخبر العمال أنهم قاموا بـ"معجزة". ماذا حدث؟ وردت أنباء عن انفجارات عدة استهدفت الجسر نحو الساعة الثالثة من صباح الاثنين. وأظهر مقطع فيديو تم التقاطه من على سكة الحديد المجاورة للجسر، أنّ الانفجارات أدت إلى قطع جزء من الجسر بالقرب من العمود 145، ما جعل من المستحيل على حركة المرور عبور هذا الجزء. زعمت روسيا أنه لم يكن هناك أيّ ضرر للأعمدة نفسها، الأمر الذي سيتطلب إصلاحات واسعة النطاق. وقُتل في الهجوم زوجان وأصيبت ابنتهما البالغة من العمر 14 عاما. هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها الجسر للهجوم منذ بدء الحرب الروسية- الأوكرانية، بعد أن انفجرت شاحنة مفخخة في أكتوبر الماضي، ما تسبب في انهيار أجزاء عدة من الطريق وسقوطها في المياه. وألقت روسيا باللوم على أوكرانيا في هذا الانفجار، لكنّ كييف لم تتحمل المسؤولية عنه. تحركت روسيا بسرعة لإكمال الإصلاحات، حيث قاد بوتين سيارة مرسيدس فوق الجسر في أوائل ديسمبر 2022، وأعيد الافتتاح الرسمي لحركة المرور على الطرق في أواخر فبراير الماضي. كيف تم تنفيذ الهجوم الأخير؟ تشير التقارير الأولية إلى أنّ الهجوم تم من خلال مركبات برمائية مسيّرة، تحمل متفجرات، أو طائرات من دون طيار، تم توجيهها إلى الجسر ثم تفجيرها من أسفل الطريق. وألقت روسيا باللوم في الهجوم على أوكرانيا، مع اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، وهي وكالة للخدمات الأمنية، قائلة: "قامت مركبتان أوكرانيتان من دون طيار تحت الماء، بهجوم على جسر القرم". لم تتحمل أوكرانيا المسؤولية علنًا عن الهجوم، ولديها سياسة التنصّل من الهجمات في شبه جزيرة القرم، والغارات على البر الرئيسي لروسيا. استخدمت المركبات الجوية والبحرية غير المأهولة في هجمات سابقة على القواعد الروسية وأسطول البحر الأسود في القرم. وألمح مسؤولون أنّ الهجوم نفذته القوات الخاصة الأوكرانية. وفي منشور على "تلغرام"، كتب جهاز الأمن "اس بي يو" في أوكرانيا: "لقد ذهب الجسر للنوم مرة أخرى". كيف تدافع روسيا عن الجسر؟ منذ هجوم أكتوبر الماضي، استخدمت روسيا إجراءات أمنية استثنائية للدفاع عن الهيكل. أفاد السياح الذين يسافرون إلى شبه جزيرة القرم خلال موسم العطلات، بأنهم اصطفوا في طوابير لساعات، حيث قامت قوات الأمن بفحص كل مركبة تعبر الجسر بحثًا عن متفجرات. عززت روسيا دفاعاتها الجوية لمنع هجوم جوي أو صاروخي على الجسر، كما ورد أنها نشرت "بارجة مستهدفة" مع عاكسات رادار تهدف إلى أن تكون بمثابة شرك لأيّ صواريخ موجهة تستهدف الجسر. وفي المنطقة الأوسع، ورد أنّ البحرية الروسية قامت ببناء حظائر جديدة للدلافين المدربة في منشآت عسكرية لحماية أسطولها بالبحر الأسود في سيفاستوبول. قبل الحرب، زعمت روسيا أنّ الجسر "محمي بشكل شامل على الأرض، من الهواء والماء وتحت الماء". وفي تصريحات لوكالة "تاس" الروسية للأنباء، قال رئيس الحرس الوطني الروسي فيكتور زولوتوف، إنّ قوارب مكافحة التخريب قامت بدوريات في المياه المجاورة للجسر وتم نشر سباحين قتاليين لتفقد المياه تحته. استخدم بعض المسؤولين الأوكرانيين تلك الدفاعات المشددة لصرف التساؤلات حول ما إذا كانت كييف وراء الهجوم. وقالت المتحدثة باسم القيادة الجنوبية لأوكرانيا ناتاليا هومينيوك لوسائل الإعلام الأوكرانية: "نظرًا للإجراءات الأمنية غير المسبوقة التي اتخذها الروس لفترة طويلة حول جسر القرم، فمن المرجح أنهم سيطروا على هذا الوضع برمّته". ما نتيجة الهجوم؟ شكّل الهجوم صفعة لهيبة الكرملين وهو أحدث رد فعل من الهجوم الروسي في أوكرانيا على الأراضي التي تدعي موسكو أنها تسيطر عليها. يُعتبر الجسر بمثابة طريق النقل المباشر الوحيد الذي يمر بين البر الرئيسي لروسيا وشبه جزيرة القرم، على الرغم من أنّ روسيا يمكنها أيضًا إمداد شبه الجزيرة عبر الأراضي التي سيطرت عليها أو العبارات من "كيرتش".(ترجمات)