في توضيح جديد لموقف الطائفة الدرزية في السويداء من الأحداث التي تشهدها سوريا على المستويين الداخلي والخارجي، أكد شيخ عقل الدروز في السويداء حمود الحناوي في تصريحات لقناة ومنصة "المشهد" عبر برنامج "توتر عالي" رفضه التام لعروض الحماية الإسرائيلية للطائفة الدرزية.وقال الحناوي إننا لا نستجديها من أحد، مشدداً على أن أهالي المحافظة قادرون على حماية أنفسهم دون تلقي أي مساعدة من أحد.وحول انتشار السلاح المرخص من عدمه، أشار الحناوي إلى أن التاريخ ذاكرة الشعوب، لافتاً إلى أن الطائفة تعرضت على مدار التاريخ لمواقف وحوادث عدة أثبتت أن السلاح هو شرف الإنسان، الذي لا يستخدمه إلا للدفاع عن نفسه، منوهاً إلى إن اقتناء السلاح يستدعي ضبطه وفق الأطر المتبعة في سوريا الجديدة.كما نفى الحناوي أي مسؤولية لأبناء الطائفة الدرزية عن ما يُعلن من خارج السويداء أو حتى خارج الطائفة، مجدداً موقفه الوطني الثابت المتحد الذي شبهه بالجسد؛ إذا انفصل عنه عضو بقي معاقا إلى الأبد بحسب تعبيره.تخوفات الشعب السوريوعن التخوفات التي تسود بين أطياف المجتمع السوري، أكد الحناوي أن التجارب التاريخية لسوريا على مدار عقود وقرون مضت تثبت وحدة الشعب السوري بعدما جبل السوريون دماءهم بدمائهم، مستشهداً بمعارك الثورة التي انطلقت ضد الاستعمار الفرنسي، والتي قادها الراحل سلطان باشا الأطرش حينها.قراءة الدروز لأحداث الساحل الداميةولدى سؤاله عن ردود فعل الدروز وكيف قرأوا ما جرى من أحداث دامية في الساحل السوري مؤخرا، وصف الحناوي مجازر الساحل "بالضارة جداً" بأهالي الساحل والسويداء وكافة أبناء الوطن، وكذلك للحكومة السورية.الحناوي: الشرع لم يقصر ولا يوجد أي خلاف مع الحكومة الجديدة وحول اتفاق مشايخ السويداء مع الرئيس أحمد الشرع، قال الحناوي إنه لم يقع أي خلاف أو تباين بين أهالي السويداء والحكومة السورية المتمثلة بالرئيس أحمد الشرع، مؤكداً أن التواصل بينهم مستمر وبشكل غير مباشر عن طريق محافظ السويداء د. مصطفى بكور، واصفاً الأخير بالشخص المرن والنشيط الذي لا يتوانى عن خدمة أهالي المحافظة.تسريب مسودة اتفاق بين الدروز والشرع وعن حقيقة تسريب مسودة لاتفاق تم بين مشايخ العقل الدروز في السويداء والرئيس أحمد الشرع، أقر الحناوي بأنه سمع عن هكذا اتفاق داعياً إلى تأييده لطالما يغلب المصلحة الوطنية العامة، مشيراً إلى أن السويداء لا يمثلها شخص واحد بل لها مرجعيات تتمثل بقادتها الروحيين وخاصة مشايخ العقل، رافضاً في الوقت ذاته أي احتكار لهكذا قرارات في مرحلة حاسمة تعيشها البلاد.موقف الطائفة الدرزية من الرئيس الشرعولفت الحناوي إلى أن الشرع وجّه لوجهاء المحافظة أكثر من دعوة ولم يقصر في ذلك، نافياً وجود أي قطيعة بين مشايخ العقل الدروز وبين القيادة الجديدة في دمشق، ومشدداً في الوقت نفسه على أن بوصلة الدروز باتجاه دمشق فقط لا لغيرها. كما صرح الحناوي بأن الرئيس السوري أحمد الشرع "مواطن سوري" ينتظر منه الشعب أن يعمل صالحا وأن يفضّل المصلحة العامة أولاً. التباين بين مواقف "الحناوي" و "الهجري"نفى الحناوي في حديثه لـ"المشهد" وجود أي اختلاف أو تباين في المواقف بينه وبين الشيخ حكمت الهجري موضحاً أن العلاقة التي تربطه به قائمة على الاحترام ومصلحة الوطن والطائفة، مشيراً إلى أن القرارات الصادرة عن الطائفة تحتكم لثلاثة مشايخ رئيسيين وهم بمقام واحد يتم اللجوء إليهم للاستشارة، إلى جانب فئة الشباب المثقفين، يشكلون مرجعيات تقليدية وهم مقتدرون على قيادة دول، وفق تعبيره. كما لفت الحناوي إلى أن الدروز لا يفكرون بأنفسهم على مستوى الطائفة بل كمواطنين سوريين تجمعهم الأخوة والمواطنة.للدروز حق أصيل في بناء سورياوأشار الحناوي خلال استضافته عبر برنامج "توتر عالي" إلى أحقية تمثيل محافظة السويداء والطائفة الدرزية في الحكومة الجديدة المقبلة سواء في الوزارات أو الجيش أو الدوائر الحكومية وكذلك في البرلمان السوري، لبناء سوريا الجديدة جنبا إلى جنب مع كافة أطياف الشعب. التحديات التي تواجهها محافظة السويداءولدى سؤاله عن التحديات التي تواجهها المحافظة قال الحناوي إن مطالب السويداء كانت ولا تزال تدعو إلى استحداث ووجود معبر بري للمحافظة مع الدول المجاورة الأخرى كالأردن على سبيل المثال، وكانت تقابل هذه المطالب بالرفض على مدار العقود الماضية قائلاً إن للمحافظة علاقات حُسن جوار مع الداخل والخارج السوري.هل يفكر الدروز بالانفصال.. وما أسباب التأني باتخاذ القرار؟ وحول الاستفسار عن مطالب الانفصال شدد الحناوي على عدم وجود هذه الفكرة بتاتا بين أهالي السويداء، لكنه دعا إلى التساؤل عن طبيعة الأحداث التي تجري حول المحافظة والجولان أبسط مثال، الذي تم احتلاله من إسرائيل، رغم وجود رابطة دم وأبناء عمومة بينهم، داعياُ في معرض حديثه إلى السلام العادل بعدما اكتفت المنطقة من الحروب المستمرة.(المشهد)