استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بمطار القاهرة الدولي ظهر اليوم الأربعاء، العاهل الأردني الملك عبد الله الثانى، مصطحباً إياه إلى قصر الاتحادية.وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، في منشور له عبر حسابه الرسمي في مواقع التواصل الاجتماعي أن "الزعيمين عقدا مباحثات رحب خلالها الرئيس السيسي بالعاهل الأردني في وطنه الثاني مصر، معربا عن الارتياح لوتيرة التنسيق والتشاور بين البلدين، التي تعكس الأهمية الكبيرة للعلاقات بين الشعبين والقيادتين". وأشار إلى أن "الزعيمان استكشفا سبل تطوير العلاقات وفتح آفاق جديدة لتعزيزها في مختلف المجالات بما يتفق مع العلاقات الخاصة والأخوية بينهما". ويعتبر عاهل الأردن أكثر الزعماء زيارة لمصر في السنوات الأخيرة حيث قام بـ 17 زيارة من 2014 - 2022، وفي 2023 قام بـ 4 زيارات لمصر منها 3 منذ بدء حرب غزة، كانت آخرها في 22 نوفمبر واستمرت لساعات عدة. وبيّن المتحدث الرسمي المصري، أنَّ "المباحثات تناولت تطورات الأوضاع الإقليمية وخصوصا في قطاع غزة، والمأساة الإنسانية التي تواجه القطاع، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى ومئات الآلاف من النازحين، فضلاً عن التدمير الواسع الذي أصاب البنية التحتية والمنشآت في القطاع".إنهاء حرب غزةوبما يخّص حرب غزة، فقد أكّد الزعيمان، وفق المتحدّث الرسمي المصري، "رفضهما التام لجميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية أو لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم أو نزوحهم داخلياً، مشددين على أن الحل الوحيد الذي يجب أن يدفع المجتمع الدولي نحو تنفيذه هو الوقف الفوري لإطلاق النار، ونفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات والأحجام والسرعة اللازمة التي تحدث فارقاً حقيقياً في التخفيف من معاناة أهالي القطاع".وتابع البيان "مع الدفع الجاد نحو مسار سياسي للتسوية العادلة والشاملة، يفضي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية ذات الصلة".ويلعب الأردن دوراً محورياً في الملف الفلسطيني، أذ يَعُدّها قضيته المركزية الأولى، وينظر إليها بوصفها أولوية في سياسته الخارجية، ويرى فيها قضيةً محورية وأساسية لأمن المنطقة يمثّل حلُّها مفتاح السلام والاستقرار في العالم. وتتقاطع المواقف الرسمية الأردنية في رفض سيناريوهات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزّة أو الضفة الغربية، كما شكلّت خطوة استدعاء السفير الأردني من تل أبيب وإبداء عدم الرغبة بعودة السفير الإسرائيلي إلى عمّان، خطوات تصعيدية محورية، تظهر موقف الأردن بشكل حاسم إزاء التصعيد الإسرائيلي في غزّة. بالمقابل، تضع مصر ثقلها السياسي ودورها المحوري الإقليمي والدولي من أجل إنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة، وذلك في جملة الاتصالات التي أجرتها الإدارة المصرية مع قادة العالم لوقف الهجوم على قطاع غزة منذ بداياته، رافضة استهداف المدنيين، محذّرة في الوقت ذاته من اتساع رقعة الصراع. وأوضح المتحدّث الرسمي المصري أن الجانبان أكّدا أيضاً على "المسؤولية السياسية والأخلاقية الكبيرة الواقعة على عاتق المجتمع الدولي نحو تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، على النحو الذي يحفظ مصداقية المنظومة الدولية، مشددين على أهمية عدم توسع دائرة الصراع بما يتسبب في زعزعة الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي".(المشهد)