حال من الهلع والخوف يعيشها سكان المناطق الساحلية في لبنان وسوريا وتركيا، عقب الأنباء وتوقعات الارصاد الجوية، عن وصول العاصفة إلياس التي انطلقت من اليونان باتجاه الشرق. ويعود سبب الخوف المنتشر في البلدان الثلاثة، إلى الدمار وعدد ضحايا إعصار دانيال في ليبيا، وعدد ضحايا إعصار اليونان، والفيضانات التي خلّفتها وسط البلاد الأربعاء للمرة الثانية هذا الشهر، وطالت خصوصا مدينة فولوس بعد عاصفة سابقة أسفرت عن مقتل 17 شخصا، وتسبّبت بأضرار واسعة النطاق. حتى الساعة ووفق المعلومات التي أعلنتها مراكز الأرصاد الجوية في تركيا وسوريا ولبنان، فمن المتوقع أن تصل العاصفة إلياس يوم الأحد المقبل، والمنطقة الأكثر تأثرا فيها ستكون جنوب شرق تركيا وصولًا إلى إسطنبول. أين وصلت عاصفة إلياس الآن؟وفي قراءة مناخية لما قد ينتج عن العاصفة إلياس، أكد المتخصص بالأحوال الجوية وعلم المُناخ الأب إيلي خنيصر، أنّ "حجم الأمطار التي خلّفتها عاصفة إلياس في اليونان وبلغت 350 ميلمترا، هي التي أدت إلى السيول والفيضانات والخراب الذي حصل في اليونان، وخصوصا في المناطق الوسطى، وستنحسر العاصفة إلياس مساء الخميس وصباح الجمعة". وأضاف أنّ "المنخفض الجويّ سينحرف إلى تركيا وسينقسم إلى قسمين، الجزء الأكبر سيتجه صوب شمال تركيا وخصوصا إسطنبول، والجزء الثاني سينزل باتجاه الجنوب، وسيضرب مرسين وقبرص والسواحل السورية واللبنانية". وأوضح أنّ "كمية الأمطار التي ستتساقط على تركيا قد تبلغ 130 ملمترا، والسواحل السورية ستتساقط فيها الأمطار بين 60 إلى 90 مليمترا من المياه، وسواحل لبنان ستتساقط في الأمطار بحجم 30 إلى 40 مليمترا وخصوصا في المناطق الوسطى والشمالية".فيضانات العاصفة إلياسواستبعد الخبير المناخيّ اللبناني، أن يشهد لبنان وسوريا "سيناريوهات إعصار دانيال في ليبيا والعاصفة إلياس في لبنان، على الفيضانات والسيول والدمار الذي خلفته". وأوضح أنّ "البلديات في السواحل اللبنانية والسورية، يجب أن تتخذ الإجراءات اللازمة على صعيد تنظيف مجاري المياه كي تتمكن استيعاب حجم المياه الهاطلة، واعتبر أنّ الخطر الأكبر في لبنان سيكون في طرابلس شمال لبنان إذا لم يتم تنظيف مجاري الماه". وأشار خنيصر إلى أنّ "حلب وسواحل طرطوس واللاذقية، ستشهد نسبة أمطار قد تتراوح بين 60 و90 مليمترا". وأكد أنّ "الساعات الأولى من وصول المنخفض ستكون الأصعب، لأنها ستصطدم بموجة حرارة تتراوح بين 32 إلى 35 درجة، ما سيرفع نسبة الرطوبة في الجو ويؤدي إلى هطول أمطار كثيفة". وشدّد خنيصر على أنّ "المنخفض اعتيادي، والأمطار ستكون اعتيادية ولا داع للهلع، لكن ستكون هناك خطوة في الساعات الأولى، لأنّ الأرض يابسة ولن تستوعب كمية الأمطار التي ستهطل، ما قد يسبب سيولًا كبيرة وسريعة".مسار العاصفة إلياس وفي الإطار نفسه، أوضح رئيس الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني في لبنان مارك وهيبة، أنّ "العاصفة إلياس ستصل إلى لبنان وسوريا ضعيفة جدا، وليس بالتأثير نفسه الذي أحدثته في اليونان، لأنّ المنخفض كان باردا جدا فوق اليونان، لكن عندما سيصل إلى لبنان وسوريا يوم الأحد المقبل، سيكون منخفض عاصفة إلياس في نهايته". وبيّن أنّ "العاصفة إلياس وبحسب المعلومات التي لدينا حتى الساعة، ستكون اعتيادية ولن يكون هناك أيّ شيء استثنائي في لبنان، وبشأن حدود سوريا المتوسطة وخصوصا المناطق الواقعة على البحر المتوسط، ستشهد نسبة مرتفعة من الأمطار لكن لن تكون غير اعتيادية، ولهذه الأسباب لا داع للهلع أو التخوف". وعلى الرغم من حال الترقب التي سببتها العاصفة إلياس في نفوس اللبنانيين والسوريين بسبب عدد ضحايا العاصفة إلياس في اليونان، يبدو أنّ هناك تضخيما لحجم الأمطار التي قد تتساقط في لبنان وسوريا وتركيا. (المشهد)