يضع الجنود الأوكرانيون على الخطوط الأمامية في أوكرانيا، أعينهم على عدوّهم الذي يتقدم ببطء عبر الحقول الموحلة في البلاد، وعلى واشنطن، حيث يؤدي تقاعس أحد الحلفاء إلى إضعاف معنوياتهم، وفق شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية.وقال جنديّ يخدم في منطقة زابوريزهيا الجنوبية: "الوضع في ساحة المعركة يزداد سوءًا كل أسبوع". ويضع الجيش الروسي، أوكرانيا في موقف دفاعي، مستفيدًا من جيش ضعيف بعد ما يقرب من عامين من الحرب. وتعاني القوات الأوكرانية نقص الجنود، وتتعامل مع اضطرابات في القيادة وذخائر منخفضة للغاية، فيما لا تزال المساعدات العسكرية الجديدة متوقفة في الكونغرس. وتحدثت الشبكة مع جنود عبر الخطوط الأمامية للحرب التي يبلغ طولها أكثر من 600 ميل، بالإضافة إلى محلّلين عسكريّين، الذين قدّموا تقييمًا قاتمًا لآفاق أوكرانيا في ظل الشكوك التي تحيط بدعم داعميها الغربيّين. وقال جنديّ في الجنوب، وهو مشغّل طائرة بدون طيار، إنه إذا اكتشف أيّ حركة روسية في منطقته، فإنّ وحدات المدفعية الأوكرانية تُطلق بضع قذائف ردًا على ذلك، وهو ما يكفي لتخويفهم ولكن ليس تدميرهم. نقص في الذخيرة قدّمت الولايات المتحدة أكثر من 47 مليار دولار من الدعم العسكريّ لأوكرانيا منذ بدء الحرب، ولكنّ حزمة جديدة من المساعدات ظلت طيّ النسيان في الكونغرس لأشهر عدة. وشعرت كييف ببعض الارتياح الأسبوع الماضي، عندما وافق مجلس الشيوخ أخيرًا على حزمة المساعدات. وسيواجه عقبة كبيرة في مجلس النواب، حيث أعرب الجمهوريون المتشددون المتحالفون مع الرئيس السابق دونالد ترامب، عن معارضتهم القوية للتشريع. وقد يترك ذلك أوكرانيا تسعى جاهدة لملء الفجوات لأشهر عدة قبل أن يصل التشريع إلى مكتب الرئيس جو بايدن، في حال حدوث ذلك أصلًا، بحسب الشبكة. وقال مسؤول أوروبيّ للشبكة، إنّ الإمدادات الجديدة من الذخيرة "حاسمة حقًا" بالنسبة "لقدرة القوات الأوكرانية على مواصلة هذا الجهد في الأشهر المقبلة".وأكد أنّ الدول الغربية تعمل مع صناعة الدفاع الأوكرانية لتمكين كييف من إنتاج ذخيرتها الخاصة، لكنّ كييف لا تزال تعتمد على الولايات المتحدة ودول أخرى على وجه الخصوص، في توريد قذائف المدفعية وذخائر الدفاع الجوي. وقال ميرو بوبوفيتش، وهو أحد المحاربين القدامى في الجيش الأميركيّ وهو متطوع قتاليّ يقاتل في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا: "إنّ توقّف الذخيرة يؤثر علينا بشكل كبير في ساحة المعركة".فيما قال دارا ماسيكوت، وهو زميل بارز في برنامج روسيا وأوراسيا بمؤسسة كارنيغي في واشنطن، إنّ الحاجة الأكثر إلحاحًا الآن هي لقذائف المدفعية، لكنّ التقنين يحدث الآن في العديد من فئات الذخيرة مثل قذائف الدبابات والصواريخ.وقال جنديّ آخر يخدم في قوات المشاة في منطقة دونباس الشرقية، إنّ القوات الأوكرانية تدرك اعتمادها الكبير على الإمدادات الغربية، وأنّ المستقبل الوخيم الذي تواجهه مع هذا الدعم موضع شك. معركة أفدييفكا وما بعدها تقاتلت روسيا وأوكرانيا للسيطرة على بلدة أفدييفكا المتضررة لأشهر عدة، لكنّ القوات الروسية سيطرت عليها خلال عطلة نهاية الأسبوع. ومنح سقوط البلدة، بوتين انتصارًا كبيرًا وسط دعم غربيّ متعثر، وقبل إعادة انتخابه مارس المقبل. والسبت، قال القائد الأعلى الجديد للبلاد العقيد الجنرال أولكسندر سيرسكي، إنه سيسحب قواته لتجنب التطويق، و"للحفاظ على حياة وصحة الأفراد العسكريّين".وقال جنود للشبكة إنهم يواجهون قيودًا تحدّ من مدة إطلاق النار وجودته، ما يترك مواقعهم الدفاعية عرضة للخطر. فيما أكد رقيب في المخابرات العسكرية الأوكرانية، رفض الكشف عن اسمه، أنه إذا توقفت المساعدات لمدة أسبوعين أو نحو ذلك، فمن المحتّم أن يخترق الروس دفاعات أوكرانيا عبر الخطوط الأمامية.وكان تقييم الولايات المتحدة للموقف قاتمًا، حيث قال جو بايدن في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت: "اضطر الجيش الأوكرانيّ إلى الانسحاب من أفدييفكا، بعد أن اضطر الجنود الأوكرانيون إلى تقنين الذخيرة، بسبب تضاؤل الإمدادات نتيجة لتقاعس الكونغرس، ما أدى إلى أول مكاسب ملحوظة لروسيا منذ أشهر".(ترجمات)