تتجدد المخاوف الغربية من مصير إمداداتها العسكرية إلى أوكرانيا، مع ما وُصف "بالفضيحة" التي فجرها الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون، الذي كشف عن وصول كميات كبيرة من الأسلحة الأميركية والغربية ووقوعها في نهاية المطاف بأيدي عصابات إجرامية، تحاول سرقتها لبيعها في السوق السوداء.تشكيك أوكراني.. معلومات مثبتة وأخرى متداولةولدى سؤاله عن حقيقة الاتهامات الموجهة لأجهزة الاستخبارات الأوكرانية ببيع كميات كبيرة من الأسلحة الغربية والأميركية إلى عصابات في المكسيك وفنلندا، وكذلك لإرهابيين في مناطق عدة في الشرق الأوسط، نفى د. محمد فرج الله رئيس تحرير وكالة أوكرانيا بالعربية خلال استضافته عبر برنامج "المشهد الليلة" على قناة ومنصة المشهد مع الإعلامي رامي الشوشاني، المبالغة في وصف ما يجري مشيراً إلى احتمالية وجود حوادث فردية لتهريب الأسلحة الغربية، لافتا في الوقت نفسه إلى أهمية التساؤل عن الخلفية، متسائلاً: ما الذي يجعل من إعلامي أميركي أن يفعل ذلك خدمةً لمصالح روسيا؟.اختراق روسي للداخل الأميركيوقلل رئيس تحرير وكالة أوكرانيا بالعربية خلال حديثه لبرنامج "المشهد الليلة" من أهمية ما يجري قائلاً إن "هذه المعلومات تخدم البروباغندا الروسية، بعدما التقى تاكر كارلسون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حصل اختراق روسي للداخل الإميركي خصوصا بعدما أصبح مدير مكتب روسيا اليوم باللغة الإنجليزية في واشنطن، مؤكداً أن كارلسون ومن يدور في فلكه استطاعوا التأثير على الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإحداث تغييرات كبيرة وجذرية في سياسياته تجاه روسيا وأوكرانيا.بين بايدن وترامب.. تلاشي الزخم الأوكراني كما استذكر فرج الله الوعود التي أطلقها ترامب في برنامجه الانتخابي لوقف الحرب خلال 24 ساعة، لتصطدم بواقع مختلف في ظل هذه معادلة معقدة، يبرز سيناريو استمرار الهجوم الروسي كالاحتمال الأكثر ترجيحا، وقد يجد ترامب نفسه أمام خيارين صعبين وهما، التصعيد مع موسكو مع ما يحمله من مخاطر مواجهة مباشرة، أو التخلي عن دعم أوكرانيا، تاركا إياها في مهب الريح الروسية. فيما على الجبهة الأوروبية؛ فقد يدفع الغموض الأميركي بوتين لاختبار صلابة التحالف الغربي، ربما عبر مناوشات في البلطيق أو البحر الأسود.واستنكر فرج الله في معرض حديثه مع برنامج "المشهد الليلة" الرفض الأميركي لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، في الوقت الذي تقدم فيه أوروبا خطة لوقفها، ففي الوقت الذي يبدو فيه ترامب أكثر ميلا لدفع الأوروبيين نحو زيادة إنفاقهم الدفاعي، فإن أي أزمة كبرى في القارة العجوز ستجعل من الصعب على واشنطن البقاء متفرجة، مهما بلغت رغبة ترامب في الانعزال، وفقاً لقراءات محللين.ويرى رئيس تحرير وكالة أوكرانيا بالعربية وضوح كراهية ترامب تجاه زيلينسكي ليس فقط خلال زيارة الأخير إلى البيت الأبيض، بل بسبب عداء قديم يعود إلى فترة الانتخابات الأميركية التي مارس فيها ترامب ضغوطاً على نظيره الأوكراني للكشف عن وثائق تدين نجل الرئيس الأميركي السابق هنتر بايدن، لكن زيلينسكي قابله بالرفض والتجاهل.هواجس تفاقم تحديات الجرائم المنظمةما جرى مؤخرا استند فيه كارلسون على ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية سابقاً وأكدت فيه محاولات اعتراض عصابات إجرامية لإمدادات الأسلحة الغربية المرسلة إلى أوكرانيا، حيث كشفت مصادر للصحيفة حينها، أن عصابات من أوروبا الشرقية تدخل أوكرانيا من بولندا، وتدفع أموالا مقابل شراء الأسلحة الغربية ليعودوا بها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن ما نشرته روسيا من مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مقاتلين متمركزين في سوريا يحملون أسلحة غربية مضادة للدبابات كانت قد أرسلت لأوكرانيا.كما أظهرت مقاطع أخرى تم تحميلها من جهات مجهولة على حسابات تدعم روسيا في مواقع التواصل الاجتماعي، صواريخ مضادة للدبابات أثناء بيعها في السوق السوداء في أوكرانيا.(المشهد )