يعكف الجيش الإسرائيلي على تقييم حجم الأضرار التي لحقت بتل أبيب عقب الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، مساء الثلاثاء، فيما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أنه جرى اعتراض معظم الصواريخ التي أطلقتها طهران.وقالت صحيفة "فايننشال تايمز"، إن المؤشرات الأولية تشير إلى عدم وجود أضرار كبيرة الأمر الذي سيعطي شهادة ملحوظة على فعالية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة.قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتناياهو: "فشل هذا الهجوم. لقد تم إحباطه بفضل مجموعة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وهي الأكثر تقدمًا في العالم".في المقابل، قال الحرس الثوري الإيراني إنه أطلق "عشرات الصواريخ الباليستية" ردًا على اغتيال زعيم "حزب الله" حسن نصر الله وقائد كبير في الحرس الثوري في بيروت الأسبوع الماضي.وزعم الحرس في بيان له أن 90% من الصواريخ التي أطلقت أصابت أهدافها، ومعظمها منشآت عسكرية في تل أبيب أو حولها. فيما أشارت لقطات فيديو إلى أن صاروخًا واحدًا ربما انفجر في أو بالقرب من مقر الموساد، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي.ومع ذلك، قال مسؤول أمني إسرائيلي إن معظم الصواريخ الـ180 التي أطلقتها إيران اعترضتها القوات الجوية الإسرائيلية بالتعاون مع الدفاعات الأميركية.ما الفرق بين الهجومين؟ وعددت "فايننشال تايمز" الاختلافات بين الهجوم الإيراني في أبريل الماضي وهجوم الأمس.في ذلك الهجوم السابق، أطلقت إيران نحو 170 طائرة بدون طيار و30 صاروخًا كروز وأكثر من 120 صاروخًا باليستيًا. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، تم اعتراض 99 % منها، مع هبوط عدد قليل فقط من الصواريخ الباليستية داخل البلاد، مما تسبب في أضرار طفيفة.طهران أعلنت عن الهجوم قبل وقت طويل. وعلى النقيض من ذلك، جاء هذا الهجوم دون سابق إنذار، حيث قال كل من البنتاغون والمسؤولين الإيرانيين في الأمم المتحدة في نيويورك إنّ طهران لم تخطر الولايات المتحدة أو إسرائيل مسبقًا.ويبدو أن الهجوم الإيراني الأخير كان يتألف فقط من الصواريخ الباليستية، بدلاً من وابل كثيف من الطائرات بدون طيار والصواريخ المصممة لإرباك الدفاعات الجوية.وقال المحلل السياسي، فابيان هينز، إنّ استبعاد الطائرات بدون طيار ربما كان جزءًا من إستراتيجية إيرانية متعمدة لتقليل وقت التحذير والاستجابة المتاح للدفاعات الإسرائيلية.وأضاف: "أن الطائرات بدون طيار الأبطأ - والتي تتطلب ساعات للوصول إلى أهدافها - توفر للخصوم وقتًا أطول للتحضير مقارنة بالصواريخ الباليستية، التي تصل في غضون دقائق".وعلاوة على ذلك، ربما استخدمت إيران صاروخها "الفرط صوتي" فاتح-1 لأول مرة في هذه الضربة، كما قال هينز، بالإضافة إلى صاروخها المتقدم خيبر شيكان الذي يعمل بالوقود الصلب.الصواريخ الباليستية، التي تحلق عالياً في الفضاء المداري قبل أن تسقط على الأرض بسرعة تفوق سرعة الصوت، غالباً ما يكون اعتراضها أصعب من الصواريخ المجنحة، التي تطير على ارتفاعات أقل وتعمل بالصواريخ.وأعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا مشاركتها في صد الهجوم الإيراني أمس، عبر الدفاعات الجوية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط.ومع ذلك، فإن بقية الصواريخ كان من الممكن أن يتم اعتراضها بواسطة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتعدد الطبقات.وخلال العام الماضي وحده، كان لزاما على هذا النظام التعامل مع القدرات الإيرانية المتطورة - مثل الصواريخ الباليستية الموجهة بعيدة المدى.رادار مُعزز بالذكاء الاصطناعيورغم أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تعتبر على نطاق واسع من بين أكثر أنظمة الدفاع الجوي فعالية في العالم، إلا أن المتحدث العسكري الإسرائيلي دانييل هاغاري حذر في كثير من الأحيان من أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية "ليست محكمة الغلق".وقال محللون إن معدل نجاح القبة الحديدية المرتفع يرجع إلى حد كبير إلى الرادار المتطور للمنصة، والذي تم تعزيزه بقدرات الذكاء الاصطناعي الإضافية.وهذا يمكّنها من التمييز في ثوانٍ بين الصواريخ القادمة، ضمن نطاق 70 كيلومترًا تقريبًا، والتي من المرجح أن تهبط دون ضرر على أرض مفتوحة والتي يمكن أن تلحق الضرر بالمدنيين أو القوات. (ترجمات)