اتجهت الأنظار أمس إلى أميركا وإلى رئيسها جو بايدن الذي قدم خطاب الاتحاد السنوي متطرقا خلاله إلى كل الملفات الداخلية والخارجية الحارقة. ولم تكن غزة ببعيدة عن هذا الخطاب وحضرت تطوراتها إلى جانب الكوفية الفلسطينية في أقوى مباني الحكم في العالم في هذا التقرير نرصد لكم أهم ما جاء في خطاب بايدن وكيف كانت ردود الفعل عليه؟خطاب بايدنتضمن خطاب بايدن أمس العديد من النقاط التي تهم الملفات المطروحة عليه كرئيس لأميركا على الصعيد الداخلي والخارجي.وألقى بايدن خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس ويعتبر هذا الخطاب آخر خطاباته كرئيس للولايات المتحدة في انتظار ما ستفرز عنه انتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم.ماذا قال باين عن غزة؟هيمنت الحرب في غزة على خطاب بايدن وتطرق الرئيس الأميركي إلى الوضع هناك قائلا إن المساعدات الإنسانية لا يجب أن تتحول إلى ورقة مساومة وطالب إسرائيل بالعمل على إدخال المزيد منها لكنه أعاد اعلان دعمه لها مؤكدا أن من حقها أن تلاحق مقاتلي"حماس".كما أشار إلى استمرار العمل بلا كلل للتوصل لوقف إطلاق نار فوري في غزة، ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع" بين إسرائيل و"حماس".وأعلن توجيه الجيش الأميركي بإنشاء ميناء مؤقت في القطاع لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية بحرا، وقال إنه "سيكون قادرا على استقبال سفن كبيرة تحمل الغذاء والماء والدواء وملاجئ مؤقتة" لكنه لم يحدد طريقة عمل هذا الميناء مع نفي نشر جنود أميركيين به.وعن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عاد بايدن ليؤكد أنه لا حل سوى حل الدولتين قائلا: "الحل الحقيقي هو حل الدولتين وأقول ذلك باعتباري مؤيدا لإسرائيل مدى الحياة، ولا يوجد طريق آخر يضمن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين".كما تحدث بايدن خلال خطابه عن الحرب الروسية على أوكرانيا وهاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متهما سلفه بالخضوع له، قائلا: "الآن يقول سلفي، الرئيس الجمهوري السابق، لبوتين: افعل ما تريد. وأعتقد أن هذا أمر شائن وخطير وغير مقبول".لم يفوت بايدن هذه المناسبة للحديث أيضا عن أزمات بلده الداخلية وفي مقدمتها ملف الهجرة والحق في الإجهاض والاقتصاد وهي ملفات متكررة في كل خطابات الاتحاد التي يلقيها رؤساء أميركا في العقود الأخيرة.لكنه وجه خصوصا انتقاداته لمنافسه السابق والقادم بشأن التعامل معها قائلا" لا يمكن أن نشيطن المهاجرين"، كما اتهم ترامب والجمهوريين بمحاولة تغيير حقيقة أعمال الشغب التي استهدفت مبنى الكونغرس احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية 2020 التي فاز فيها بايدن على ترامب.خطاب حالة الاتحادوخطاب حالة الاتحاد هو تقليد سنوي في أميركا وواجب دستوري يقتضي ـن يلقي الرئيس أمام الكونغرس خطابا كل سنة يتطرق فيه لجميع الملفات الحارقة داخليا وخارجيا ويستعرض خلاله سياسته ورؤيته للمرحلة المقبلة.وينص الدستور الأميركي في البند الثالث من مادته الثانية على قيام الرئيس باطلاع الكونغرس "من وقت لآخر" على ما يجري.وبدأ تقليد خطاب حالة الاتحاد 1790 عندما ألقى جورج واشنطن (أول رئيس أميركي) "رسالته السنوية" أمام الكونغرس في مدينة نيويورك التي كانت آنذاك عاصمة مؤقتة للبلاد، ثم تبعه في ذلك خلفه جون آدمز.وتتخذ على هامش الخطاب عدة اجراءات احترازية ضمانا لعدم وجود فراغ في السلطة في صورة تعرض الرئيس لحادث طارئ.ويدعى لهذا الخطاب ضيوف من مشارب مختلفة ويمكن للرئيس أن يدعو عددا من أفراد عائلته.ردود الفعل على خطاب بايدنأبرز من علق على خطاب بايدن كان الرئيس الأميركي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية القادمة دونالد ترامب الذي سخر من منافسه مؤكدا أنه من فجّر الشرق الأوسط وفاقم الأزمات الداخلية، واصفاً الخطاب بـ"غاضب ومليء بالكراهية"،وقال ترامب في منشورات على حساباته على مواقع التواصل الإجماعي "كان خطاب بايدن عن حالة الاتحاد الأسوأ على الإطلاق والأكثر غضباً والأقل رحمة. لقد كان إحراجاً لبلدنا".وأضاف "سواء أحبت وسائل الإعلام الإخبارية الكاذبة الاعتراف بذلك أم لا، فقد احتوى الخطاب على تحريف وأكاذيب هائلة"، واستدرك قائلاً "لكن شعب بلدنا يفهم ذلك، ويعلم أن الخامس من نوفمبر سيكون أهم يوم في تاريخ أمتنا".وزاد "جو بايدن المحتال هارب من سجله، ويكذب بجنون لمحاولة الهروب من المسؤولية عن الدمار المروع الذي أحدثه هو وحزبه في الولايات المتحدة".كما انتقد ترامب مقاربة بايدن لعديد الملفات من بينها الهجرة والتضخم والبطالة والحرب على أوكرانيا التي رأى أن بوتين شنها لأنه لم يكن يحترم بايدن وهو ما لم يفعله طيلة سنوات حكمه.(المشهد)