لطالما اتسمت العلاقات الإسرائيلية الروسية بالاستقرار إلى درجة صارت معها موسكو وسيطا رئيسا في أي تصعيد بين إسرائيل والأطراف اللاعبة في المنطقة مثل إيران وسوريا ممثلة بنظام بشار الأسد سابقا. إلا أن كمية كبيرة من السلاح الذي صادرته إسرائيل من "حزب الله" في جنوب لبنان يبدو أنه سيضر كثيرا بالعلاقات مع موسكو خصوصا بعد تقارير نقلتها مواقع عسكرية تشي بدعم تقديمه الحكومة الإسرائيلية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. أسلحة "حزب الله" إلى أوكرانياوبحسب التقارير، فإن إسرائيل استحوذت على نحو 85 ألف قطعة سلاح من مخازن "حزب الله" قبل أن تعمد إلى إرسالها لكييف عبر قواعد عسكرية للناتو في ألمانيا وبولندا. ولجأت إسرائيل لهذه الخطوة بحسب صحيفة "ديفانس إكسبرس" انتقاما من تسليح روسيا لكيانات وأحزاب مناوئة للدولة العبرية، وهو ما اتضح جليا بنوعية الأسلحة المضبوطة في مخازن "حزب الله" حيث تحمل جميعها ختم الصناعة الروسية. وما دفع تل أبيب لإرسال تلك الأسلحة لكييف، يتمثل في التكلفة العالية التي قد تتكبدها إسرائيل في التخلص من الأسلحة وهو ما جعل من تقديمها لأوكرانيا خيارا أقل تكلفة. وعلى الرغم من عدم اعتراف أي مسؤول أوكراني أو روسي بصحة تلك التقارير، إلا أن صحيفة "تلغراف" البريطانية أكدت أن مسؤولين عسكريين من إسرائيل وأوكرانيا أجروا اجتماعات مكثفة أدت إلى إقناع تل أبيب بدعم كييف بمنظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي وهو ما يراه محللون خطأ كبيرا قد يكلف إسرائيل خسارة علاقتها مع روسيا وتعميق دور موسكو في دعم أي فصيل أو حزب يسعى لإشعال فتيل نزاع مع اسرائيل. مفاجأة وتعليقا على ذلك، اعتبر الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي موشي إلعاد أن كل من سمع عن هذه الأنباء الواردة في التقارير تفاجأ بها. وفي حديثه لبرنامج "المشهد الليلة" الذي يقدّمه الإعلامي رامي شوشاني على قناة "المشهد"، قال إلعاد "لا يبدو لي أن هذه الأخبار صحيحة لأن إسرائيل لم تتصاف في الماضي بهذه الطريقة ومن المؤكد أنها لن تتورط في صراع حساس بين روسيا وأوكرانيا". وتابع "ليس من النهج الإسرائيلي أن تتدخّل إسرائيل بهذا الصراع". وأكد أن المعلومات المتوفّرة لدى المخابرات الإسرائيلية معروفة، وأن هناك تسليحا روسيا في معظم الدول العربية، وهذا الأمر ليس بجديد. وأشار إلعاد إلى أن إسرائيل تتمتّع بعلاقات سياسية جيدة مع روسيا، مؤكدا أن علاقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممتازة وعملت سابقا على حل مشاكل عدة كانت في سوريا ولبنان.هل تخشى إسرائيل من غضب روسيا؟ وأكد إلعاد أن ما يجري على الواقع، لا علاقة به بالحديث عن غضب روسيا أو ما إلى ذلك، مشددا على أن العلاقات مع روسيا ممتازة وأن موسكو لديها سياسات خاصة نحو إيران وسوريا. وقال "كل ما طلبنا (إسرائيل) من روسيا سابقا بالنسبة للمشاكل التي كانت في المنطقة خصوصا في سوريا، قام بوتين بحلّها". ويعتقد إلعاد أن العلاقات الإسرائيلية الروسية تتّسم بالاحترام المتبادل. وقال إلعاد إن رئيس الحكومة موجود حاليا في أميركا، وسيجتمع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبحث مواضيع أخرى، مبينا أن إسرائيل ستقدّم إيضاحات حول ما نشرته التقارير الغربية الأخيرة عن الأسلحة الروسية. لوبي روسي في إسرائيل وقال إلعاد إنه لا يملك معلومات إن كان هناك لوبي روسي قوي داخل إسرائيل، إلا أنه أكد أن هناك أسيرا روسيا في قطاع غزة اسمه ساشا تروبانوف ويحمل الجنسية الإسرائيلية، وطالب بوتين بالإفراج عنه. وأكد أنه سيتم الإفراج عنه خلال الأسبوع الجاري وهذا الأمر مهم جدا بالنسبة لإسرائيل وروسيا. وشدّد إلعاد على أن إسرائيل لديها الكثير من الأصدقاء حول العالم، الذين يدعمون مواقفها وسياساتها.(المشهد)