بدأ الفلسطينيون الذين أجبرهم الهجوم العسكري الإسرائيلي على ترك منازلهم في خان يونس بالعودة بأعداد قليلة إلى جنوب غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، حيث وصل العديد منهم ليجدوا أن أحياءهم السابقة تبدو وكأنها أرض قاحلة.وتُظهر الصور ولقطات الفيديو التي صورها أحد مراسلي شبكة "سي إن إن" العشرات من السكان العائدين وهم يتفحصون أنقاض المدينة، وبعضهم يقف فوق المباني المدمرة التي كانت في السابق منازل.وقال الجيش الإسرائيلي الأحد إنه سحب قواته البرية من خان يونس بعد أشهر من القتال العنيف في ما وصفه بأنه معقل رئيسي لحركة "حماس" وقد تم تجريف جزء كبير من المدينة، التي كانت في السابق موطن لمئات الآلاف من الأشخاص.وعاد السكان السابقون إلى المكان سيرا على الأقدام، وبعضهم على دراجات هوائية، وآخرون على متن شاحنات صغيرة، والبعض على ظهور الحمير."دمار في كل مكان" تشير أسيل البالغة من العمر 12 عاما، وهي تجلس فوق سجادة مغبرة وتسند ظهرها إلى وسادة كبيرة، إلى كومة من الأنقاض أمامها حيث تقول إن منزلها كان موجودا.وتقول: "لقد كان هناك، لقد تم تدميره"، مضيفة "لقد ذهب منزلنا. تمكنا من انتزاع بعض قطع الأثاث لكن لم نتمكن من استعادة سوى أشياء صغيرة من منزلنا، أتمنى لو كان بإمكاني الحصول على ملابسي".وتعرضت الغالبية العظمى من المباني، بما في ذلك المنازل والمكاتب والمساجد، لأضرار جسيمة والعديد منها سويت بالأرض بالكامل.وقال المستشفى الأوروبي في غزة الاثنين إنه تم انتشال جثث 46 فلسطينيا بعد الانسحاب الإسرائيلي من خان يونس، معظمهم "عثر عليهم ميتين تحت أنقاض المباني المهدمة".محمود أحمد، رجل مسن، يقف داخل منزله المدمر، الذي تحول إلى مجرد هيكل، يشير إلى مناطق كانت عبارة عن غرف، ويروي ما كان وأين وما فقده."كانت تلك غسالتي، لقد أحرقها الإسرائيليون، كان لدي منطقة جلوس صغيرة لطيفة هنا، لقد اختفى كل شيء، كانت تلك ثلاجتي، انظر، تمت إزالة الباب، كان هذا المطبخ. لم يتبق هناك شيء"."لقد دمرونا" ومن خلال اللقطات في خان يونس، يمكن سماع طائرات بدون طيار إسرائيلية تحلق فوق الرؤوس، وكذلك أصوات أعيرة نارية من حين لآخر.على جدران ما يبدو أنه مكتب شركة اتصالات، تم كتابة نجمة داود وألفاظ نابية معادية للعرب باللغة الإنجليزية."غزة لليهود"، هكذا تقول عبارة باللغة العربية على جدار داخل مبنى ممزق.وقبل هجوم 7 أكتوبر الذي شنته "حماس" على إسرائيل، كانت خان يونس ثاني أكبر مدينة في غزة موطنا لأكثر من 400 ألف شخص، وفقا لوزارة الداخلية في غزة.وفي الأيام الأولى للحرب، كانت المدينة ملاذا لآلاف المدنيين الفلسطينيين الفارين من العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة.ولكن عندما بدأت القوات الإسرائيلية هجومها على خان يونس في أوائل ديسمبر اضطر أولئك الذين يعيشون هناك إلى البحث عن ملجأ في الجنوب. ويعيش الآن أكثر من مليون فلسطيني في ظروف إنسانية سيئة في مدينة رفح الجنوبية، حيث تخطط إسرائيل أيضا لشن هجوم عليها.(ترجمات)