أمرت إيران عسكرييها بمغادرة اليمن، متخلية عن حلفائها "الحوثيين" في الوقت الذي تصعّد فيه الولايات المتحدة حملة الضربات الجوية ضدهم.وقال مسؤول إيراني كبير لصحيفة "تليغراف" إن هذه الخطوة تهدف إلى تجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة في حالة مقتل جندي إيراني. وأضاف المسؤول أن إيران قلصت أيضا إستراتيجيتها في دعم شبكة من الوكلاء الإقليميين للتركيز بدلا من ذلك على التهديدات المباشرة من الولايات المتحدة. وقال المصدر إن الشاغل الرئيسي لطهران هو "ترامب وكيفية التعامل معه". وأكد أن "كل اجتماع يهيمن عليه النقاش حوله، ولا يتم مناقشة أي من المجموعات الإقليمية التي دعمناها سابقاً".وكانت هناك هجمات شبه يومية على "الحوثيين" من جانب الولايات المتحدة منذ تسريب رسائل الدردشة الجماعية من كبار المسؤولين في إدارة ترامب والتي ناقشوا فيها الضربات إلى وسائل الإعلام الشهر الماضي .وقد أدت الضربات، التي وصفها دونالد ترامب بأنها "ناجحة بشكل لا يصدق"، إلى تدمير أهداف عسكرية مهمة وقتل قادة."سوء التقدير" وقال مصدر النظام في إيران: "الرأي هنا هو أن الحوثيين لن يتمكنوا من البقاء وهم يعيشون أشهرهم أو حتى أيامهم الأخيرة، لذلك لا فائدة من إبقائهم على قائمتنا".وأكد محمود شحره، الدبلوماسي اليمني السابق والزميل المشارك الحالي في معهد تشاتام هاوس، أن الولايات المتحدة لديها "إستراتيجية دفاعية" ضد "الحوثيين" خلال فترة جو بايدن في منصبه. وأضاف شحره: "إن سوء التقدير السابق بشأن الحوثيين في الولايات المتحدة جعل ترامب يوجه ضربات أشد ضدهم الآن، وبدأت [الولايات المتحدة] في استهداف أفراد وفاعلين رئيسيين منهم".ويعتقد المحللون أيضا أن الضربات الصاروخية الفاشلة التي شنتها إيران على إسرائيل العام الماضي ألحقت الضرر بقدرة إيران على تقديم ردع موثوق ضد الهجمات الخارجية، كما أضعفت معنويات حلفائها. (ترجمات)