سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وباتت الأخيرة محكومة من فريقين، قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا "قسد"، وفصائل المعارضة المسلحة، التي سيطرت على المحافظات الأخرى. البعض تحدث عن اتفاق ضمنيّ بين الفريقين، لكن جاءت معارك "منبج" لتؤكد عكس ذلك. وأمام هذا الواقع، ماذا ينتظر سوريا بعد سقوط بشار الأسد؟ وهل نحن أمام صراع جديد بين الأكراد والجماعات المدعومة من تركيا؟ وكيف ينظر الأكراد إلى نظام الحكم المقبل في سوريا؟مستقبل سوريا بعد الأسدللإجابة عن هذه التساؤلات، قالت مسؤولة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية إلهام أحمد لبرنامج "توتر عالي" على قناة ومنصة "المشهد": "أولًا، لا بد أن نهنئ الشعب السوريّ بانتهاء حقبة من الظلم والاعتداء على الحقوق الفردية والجماعية لمكونات وثقافات وأفراد المجتمع السوريّ بأكمله، ونتمنى أن يكون هناك مرحلة جديدة، تترجم بالحريات والحقوق والتعبير عن الآراء والثقافات بشكل كامل، وبشكل يضمن حقوق الإنسان بحسب المقاييس الدولية".وتابعت قائلة: "نتساءل اليوم، ماذا سيحدث؟ وما الإجراءات المستقبلية بعد سقوط الأسد؟ وكيف يمكننا أن نبني "سوريا جديدة" مع بعض؟. في الواقع، لنا تصور بما يخص "سوريا الجديدة"، التي ستكون لكل أبنائها بدون تمييز بين الثقافات، وضمن هذا الإطار، نبني آمالًا بأن نعمر سوريا لكل السوريين".وعن المفاوضات مع بشار الأسد على الرغم من "ممارساته الاستبدادية بحق الأكراد"، قالت أحمد: "التفاوض هو حالة طبيعية، وكطرف مقصيّ من العملية السياسية، كان لا بد لنا من البحث عن طرق وسبل لتأمين مستقبل شعبنا، بالتالي التفاوض مع بشار الأسد لم يكن يعني التنازل له أو الاستسلام أو التعاون في الظلم وممارسته، وتفاوضنا كان عبارة عن لقاءات وليس مفاوضات، وكنا نأمل أن يكون هناك مفاوضات حقيقية كي يتغير مستقبل الشعب السوري بشكل جذري".الأكراد والجولاني وعن سؤالها بشأن الحديث مع الجولاني، قالت: "نحن نأمل أن يكون هناك تغيير جدّي بشأن سوريا الجديدة، فهل ستكون سوريا للجميع؟ أم لفئة أو طائفة واحدة فقط؟ المجتمع الدوليّ بأكمله بنتظر الوضع الجديد في سوريا ليرى إن كان ما سيحدث فقط مجرد شعارات.. نسعى لفتح قنوات والتعرف إليهم (المعارضة) بشكل جيد نحن سوريون بالنتيجة ومشتركون بهذا القاسم ونسعى للحفاظ على تنوع الطيف السوريّ بكل ثقافاته المتعددة".وتابعت "القنوات الموجودة مع الجولاني الآن هي قنوات ضمن إطار تنسيقيّ بما يخص الوضع الميدانيّ سواء بشأن إجلاء المدنيين أو غيرها".تحذير كردي لإردوغان ووجهت إلهام أحمد رسالة إلى الرئيس التركيّ رجب طيب إردوغان عبر "المشهد" قائلة إنّ "أمل أن يرى إردوغان الحقيقة كما هي من دون يغرق بالأوهام حاليًا الانتصارات موجودة لكنها لن تستمر إلى ما لا نهاية وإلا سيكون هناك مفاجأت غير متوقعة تنتظره، فعليه أن يتعاطى مع الموضع بشكل عقلانيّ والحوار مع الكرد بشكل خاص لحل المشاكل العالقة". مصير الأكراد بعد سقوط الأسدوعن مصير الأكراد بعد التطورات المتسارعة في سوريا، قالت أحمد: "لا شك أنّ المخاطر موجودة، وسعينا في السابق أن نحل قضايانا مع الجانب التركيّ عن طريق الحوار، لكن تركيا دائمًا ما كانت تختار السبل العسكرية، ولا تزال تصرّ على هذه السبل، وهي في الحقيقة تستمد هذه القوة من صمت الدول تجاه ما تقوم به من ممارسات وانتهاكات بحق الشعب السوريّ بكل أطيافه، خصوصًا أولئك المقيمين في شمال وشرق سوريا على الشريط الحدودي، بالتالي هي تسعى لأن تنفذ أجنداتها على كامل الجغرافية السورية بحسب رغبتها".وتابعت: "الفصائل المعارضة ارتكبت الجرائم بحق الشعب الكردي، وليس الشعب الكرديّ فقط إنما بحق المكونات على الشريط الحدودي، خدمة لأجندات الدولة التركية، لذلك هناك مخاطر حقيقية على مكونات هذا الشعب، ومن الضروري أن يتم أخذ التدابير تجاه هذه الفصائل وتجاه سياسات الدولة التركية التي تسعى للتوسع على كامل الجغرافيا السورية". وعند سؤالها، أيهما أفضل بالنسبة للأكراد، بشار الأسد أو المعارضة السورية، قالت أحمد: "حقيقة، لا يمكنني أن أختار طرفًا منهم، ونحن لسنا أصحاب سياسات تسعى للاشتباك أو تسعى لخوض المعارك، بل نحن نسعى إلى الحوار وإلى السلام وإلى التفاهم مع الفصائل إن كانت سورية بالتأكيد، وسيكون لنا وسائل للبحث عن قنوات للحوار دون اللجوء إلى أساليب القتال بشكل مستمر".(المشهد)