تعرّضت مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، صباح 16 يناير 2024، لهجوم بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، ما أدى لوقوع انفجارات بمناطق مختلفة من المدينة، ومقتل 4 مدنيين، بينهم رجل الأعمال الكردي بيشرو دزيي، وإصابة 6 آخرين.واستهدفت الهجمات، التي تبناها الحرس الثوري الإيراني، القنصلية الأميركية، ومطار أربيل، الذي تتواجد فيه قوات التحالف الدولي، حيث تم توجيه 5 صواريخ ومسيّرات من جهات مختلفة.وتصدى جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان للهجمات الصاروخية، وأسقط 3 طائرات مسيّرة، حاولت استهداف قاعدة حرير العسكرية التابعة للتحالف الدولي.وتبنّى الحرس الثوري الإيراني، القصف الصاروخي الذي طال مدينة أربيل شمال العراق، مشيراً في بيانه إلى أنه هاجم مراكز تجسس وتجمّعات لجماعات إرهابية مناهضة لإيران في المدينة.وجاء في البيان: "تم استهداف مقر للموساد في أربيل، وهو مركز لتطوير وإطلاق عمليات التجسس والتخطيط للأنشطة الإرهابية ضد إيران في المنطقة".وندد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني بالاستهداف الصاروخي الذي طال مدينة أربيل، وأمر بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، تباشر مهامها فوراً وتصدر توصياتها خلال 48 ساعة.ودانت حكومة إقليم كردستان، الهجوم الصاروخي على أربيل، واعتبرته جريمة ضد المدنيين الأبرياء، وانتهاكاً لسيادة العراق وسلامه واستقراره. فيما أكد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني أن كل ذرائع إيران باستهداف أربيل عارية عن الصحة، وغير مبررة، وتمثل ظلماً واضحاً بحق الشعب الكردي.مجزرة إنسانية وفي رد ناري على حجج إيران، قال محافظ أربيل أوميد خوشناو في تصريح لمنصة "المشهد" إنه "يدعو ممثلي الأمم المتحدة والقنصليات والمجتمع المدني والرأي العام العراقي والكردستاني والعالمي، إلى إدانة الهجمات العدائية وغير الشرعية التي أطلقت على مدينة أربيل، من قبل الحرس الثوري الإيراني، ما أدى لاستشهاد وإصابة المدنيين الأبرياء"، مؤكداً أن "ذرائع إيران لاستهداف المدنيين بعيدة كل البعد عن الحقيقة ولا أساس لها من الصحة". وأوضح خوشناو أن "أربيل لطالما استضافت النازحين واللاجئين والهاربين من الحروب في بلدانهم، لأنها تحمل رسالة الإنسانية والتآخي والاستقرار وحسن الجوار، لكن رسالتهم هي رسالة قمع وظلم تحت مظلات وحجج غير شرعية".ووصف خوشناو الهجوم الصاروخي، بالمجزرة بحق المواطنين الأبرياء، مطالباً المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب شعب إقليم كردستان، والحد من هذه الهجمات التي تطال مدينة أربيل بين فترة وأخرى."لا موساد إسرائيلي في كردستان"بدوره، قال قائم مقام مدينة أربيل نبز عبر الحميد لمنصة "المشهد" إنه "إذا كانت إيران تبحث عن الموساد الإسرائيلي في أربيل، فهي اختارت المكان الخطأ، لأنه لا وجود للموساد على أراضي كردستان، أماكن الموساد معروفة لديهم، لكنهم يضعون هذه الحجج لاستهداف السلم والأمن في عاصمة إقليم كردستان".واعتبر عبد الحميد أن "الهجوم الصاروخي الذي طال مدينة أربيل، هو امتداد للهجمات السابقة سواء من قبل الميليشيات الخارجة عن القانون أم من قبل الحرس الثوري الإيراني، مطالباً الحكومة العراقية أن تتحرك لوقف هذه الاعتداءات وإدانتها والحد منها".كردستان تدعم شعب غزة من جهته، قال الإمام والخطيب، العضو في اتحاد علماء الدين الإسلامي في كردستان، الملا رعد، لمنصة "المشهد" إن "مدينة أربيل تتميز بالتعايش السلمي بين جميع القوميات، هذا يزعج إيران التي تسعى لتحقيق أهداف مذهبية في كردستان، خصوصا ما يسمى الهلال الشيعي، الذي يمتد من إيران إلى لبنان، لذلك ترفض وجود المسلمين السنة في كردستان، لأنهم شكلوا حاجزاً منيعاً ضد مخططاتها".وأكد الملا رعد أنه "لا وجود لأي إسرائيلي واحد على أرض كردستان، ولا تربطنا أي علاقة مع إسرائيل، لكنها فقط حجج سياسية تُخفي وراءها مخططات مذهبية ودينية تسعى للمد الشيعي ولتفرقة المسلمين".وحول استهداف المواقع العسكرية الأميركية في أربيل، على خلفية حرب غزة، قال الملّا رعد إن "شعب كردستان يقف مع شعب غزة، جراحهم جراحنا، حزنهم حزننا، خصصنا 100 طن من المساعدات، منها 13 طنا من الأدوية، مرسلة من شعب كردستان إلى أهلنا في غزة، ننتظر موافقة الجانب المصري لإدخالها، الكرد شعب مسالم ومُحب للجوار، يسعى للاستقرار والتعايش السلمي على أراضيه، لكنهم لا يريدون لهذه المنطقة أن تهدأ أو تنعم بالرفاهية أو السلام". وكانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في كردستان، أدانت الهجمات على مدينة أربيل من قبل الحرس الثوري الإيراني، مؤكدة أنها تنافي مبادئ حقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية وسيادة الدولة العراقية، باعتبارها انتهاكاً صارخاً لاحترام السيادة بين دولتين جارتين. (المشهد)