أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنّ زعيم حركة "حماس" يحيى السنوار، تمكن من إرباك الاستخبارات الإسرائيلية باستخدام مزيج من أساليب الاتصال القديمة والمعقدة، ما جعل من الصعب تعقّبه أو استهدافه. ووفقًا للتقرير، فإنّ أحد أبرز عوامل بقاء السنوار بعيدًا عن أعين الاستخبارات الإسرائيلية، هو تجنبه الكامل لاستخدام الهواتف أو الرسائل النصية التي يمكن تعقّبها، وبدلًا من الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، يستخدم السنوار طرقًا تقليدية معقدة تشمل الرسائل المكتوبة باليد والمشفّرة، ما يحميه من رصد الاستخبارات.رسائل السنواريستخدم السنوار نظامًا معقّدًا من الرسائل المشفّرة التي تُسلّم عبر شبكة من الرسل الموثوقين داخل غزة. هذه الرسائل تُكتب بخط اليد وتُمرر من شخص إلى آخر حتى تصل إلى قادة "حماس" أو وسطاء خارجيّين. ويتم تشفير الرسائل باستخدام رموز متغيرة بناءً على المستلم والظروف، ما يجعل من الصعب على الاستخبارات الإسرائيلية فك رموزها في الوقت المناسب. وذكر التقرير، أنّ "حماس" أنشأت نظام هاتف سلكيًا تحت الأرض داخل الأنفاق التي تستخدمها الحركة، ما يضيف مستوًى آخر من الحماية. هذه الشبكة تم اكتشافها في عملية فاشلة عام 2018 كانت تهدف للتنصت عليها. ويُستخدم هذا النظام السرّي لتحديد مواعيد المكالمات وأوقات الاتصال بين قادة "حماس" والوسطاء. فشل الاستخبارات الإسرائيلية رغم الجهود الحثيثة للجيش والاستخبارات الإسرائيلية، لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى معلومات دقيقة عن مكان السنوار. واعتُبر السنوار أحد أبرز الشخصيات المستهدفة منذ بداية الحرب، لكنّ نظام الاتصال المعقد الذي يعتمده، يؤخر عمليات الجيش الإسرائيلي ويمنحه وقتًا كافيًا للتخفي والهروب. وبحسب التقرير، فقد زاد تعقيد التواصل بعد اغتيال عدد من قادة "حماس" في الفترة الأخيرة، ما دفع السنوار إلى تعزيز حذره وتعقيد أساليبه أكثر. ويُعتبر اغتيال صالح العاروري في بيروت مثالًا واضحًا على كيفية تكيف السنوار مع تصعيد الأوضاع، حيث اعتمد منذ ذلك الوقت نظامًا أكثر سرية، ما يصعّب على إسرائيل الوصول إليه أو استهدافه بشكل مباشر. ورغم تعقيد أسلوبه في التواصل، إلا أنّ السنوار يستطيع في بعض الأحيان التواصل بسرعة عندما يكون الأمر ضروريًا، وعلى سبيل المثال، أرسل رسالة تعزية إلى إسماعيل هنية بعد مقتل أبنائه في غارة إسرائيلية، وتم تسليم الرسالة في غضون ساعات فقط، ما يدل على مرونة أسلوبه رغم تعقيده. في ظل تصاعد التوترات واستمرار الحرب، يبقى يحيى السنوار أحد أبرز الألغاز التي تعجز الاستخبارات الإسرائيلية عن حلها، فبفضل نظامه المعقد من الرسائل المشفرة والتواصل السري، نجح في الإفلات من محاولات الاستهداف، ما يجعله رمزًا للتحدي في وجه أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم. ومع استمرار المواجهة، يبقى السؤال: هل ستتمكن إسرائيل من فك شفرات السنوار أم سيظل بعيدًا عن متناولها؟ (ترجمات)