وصف مسؤول في منظمة الصحة العالمية الأربعاء، "الأوضاع المزرية" في مستشفيات قطاع غزة، التي لا تزال عاملة، حيث ينتظر المرضى "الموت" بسبب نقص شديد في عدد الموظفين والإمدادات. وقال منسق فريق الطوارئ الطبي شون كيسي للصحفيّين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك:خلال الأسابيع الخمسة التي قضيتها في غزة، شاهدت في المستشفيات مصابين بحروق شديدة وكسور مضاعفة مفتوحة، ينتظرون ساعات أو أيامًا لتلقّي علاج. كانوا يطلبون مني في كثير من الأحيان الطعام أو الماء، وهذا يُظهر مستوى اليأس. تمكنت من زيارة 6 من 16 مستشفًى عاملًا في غزة، من أصل 36 مركزًا طبيًا كانت تعمل في القطاع قبل اندلاع الحرب. ما رأيته شخصيًا هو تدهور سريع في النظام الصحي، إلى جانب تلاشي مستوى دخول المساعدات الإنسانية، خصوصًا إلى المناطق في شمال القطاع. رأيت مرضى في الشمال ينتظرون الموت في مستشفى يفتقر إلى الوقود والكهرباء والمياه. حاولنا كل يوم لمدة 7 أيام، إيصال وقود وإمدادات إلى شمال مدينة غزة. كل يوم كانت هذه الطلبات لإجراء تنقّلات مُنسّقة تُواجَه بالرفض. المستشفيات تواجه طوفانًا من المرضى، بينما تعمل بالحدّ الأدنى من الموظفين، والعديد منهم، مثل الغالبية العظمى من سكان غزة، نزحوا من منازلهم. مديرو المستشفيات أخبروني كيف أنّ جرّاحيهم لا يستطيعون إجراء جراحات، لأنهم كانوا في الخارج يجمعون الحطب ليشعلوها ويطهوا لعائلاتهم. الحاجة الأكثر إلحاحًا في غزة هي في الواقع وقف لإطلاق النار، كل ما هو أقل من ذلك، هو ببساطة تلبية الاحتياجات على أساس يومي. في الجنوب، زرت مجمّع ناصر الطبّي، حيث لم يتبقَّ فيه سوى 30 في المئة من العاملين، والمرضى في كل مكان في الممرات على الأرض. ذهبت إلى وحدة الحروق حيث كان هناك طبيب واحد يعالج 100 مريض. الكارثة الإنسانية التي تتكشف كل يوم تزداد سوءًا، إضافة إلى انهيار النظام الصحي يومًا بعد آخر.حصيلة القتلى الفلسطينيين وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب إلى 24448 قتيلا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال، حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع. واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنّته "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، وتعهدت إسرائيل القضاء على "حماس" بعد الهجوم الذي تسبب بمقتل 1140 شخصا استنادا إلى أرقام إسرائيلية، وخطف خلال الهجوم قرابة 250 شخصا، لا يزال 132 منهم محتجزين أسرى في قطاع غزة، وفق الجيش الإسرائيلي. (وكالات)